د.حسن عباس يدافع عن الذمة المالية للسعدون والبراك
زاوية الكتابكتب ديسمبر 26, 2011, 12:27 ص 889 مشاهدات 0
الراى
دفاعاً عن المعارضة
تدرون أن الحرب كانت حامية الوطيس بين المعسكرين: المعارضة برئاسة أحمد السعدون ونائبه مسلم البراك وبين الحكومة والنواب الموالين. فالحرب كانت على المكشوف والجميع تسلّح بأدواته الخبيثة والدنيئة والسليمة وصار الضرب من فوق ومن تحت الحزام، مع أفضلية طبعا للتحت على الفوق.
المهم أن قضية الإيداعات المليونية جاءت على طبق من ذهب للمعارضة واستفادت منها بشكليها، مرة بصورة صحيحة وأخرى على شاكلة انتهاك حرمة المجلس وشغل «الاباضايات»، وصار ما صار وكال الفريق «الشريف» التهم للفريق الحكومي وشن عليه أبشع صور التشويه (ونسي أنه هو بنفسه يعاني من قلة أدب لكن بأشكال أخرى).
على العموم، ما نريده اليوم وبعد انتقادنا الماضي لفريق المعارضة، بودّي أن أدافع عنهم قليلاً من باب الإنصاف. للأمانة ليس حباً أو كرهاً لأحد على اعتبار أن الوطنية هي المعيار الأول والأخير، لكن أدافع عن بعضهم من باب أن من ساق التهم إليهم أناس يتعفف إبليس من مجلسهم ويستغفر الله منهم!
فأنتم تعلمون أن أكثر اثنين تصدوا للنواب القبيضة والحكومة الأخيرة هما أحمد السعدون ومسلم البراك. ومن باب رد الصاع صاعين، أشيع أنهما مدسوسان من قطر، وسيقت هذه التهم للنائبين السابقين بأن الأول عنده عقارات وصفقات عقارية بملايين الدولارات في حين تسلم البراك شيكا شخصيا من رئيس وزراء قطر كدفعة مقابل رمي البلد في مستنقع الفوضى وتعريض السلم الأهلي للخلل.
للأمانة لم أصدق، لأن الأصل هنا هو الريبة والتشكك لأن مصدر التهم محل نظر. فلست في معرض الدفاع عن السعدون والبراك، لكن التساؤل الوارد كيف يمكن أن نثق باتهامات لشخص كهذا؟
وأما الثانية فأظن أن السعدون والبراك أذكى من أن يكونا بهذه الدرجة من السذاجة. فلو افترضنا أنهما فاسدان لهذه الدرجة وتهمة الفريق الثاني نفسها (يا للصدفة!)، تصديهما لقضية فساد بهذا المستوى وبهذا الحجم يجعلهما أكثر حيطة وحذراً من أن يكونا على هذه الدرجة من السطحية! فهما على دراية بالساحة ويعلمان جيداً أنهما دائماً تحت مجهر المراقبة والتجسس، وأظنهما لذلك سيوظفان جيشاً من القانونيين والماليين لينفذا من عيون الاستخبارات المركزية الأميركية لا فقط من...!
أما بغير ذلك ولو صحّت التهم، فسيسقط البراك من عيني لا لأنه وقف إلى جانب العنصريين، بل لأنني سأراه ساعتها سياسيا غبيا لدرجة أنه تسلم شيكا مباشراً من رئيس وزراء أجنبي مكتوب عليه اسم «مسلم»!
د. حسن عبدالله عباس
تعليقات