ابن عكشان يتهم التيارات الإسلامية باستغلال القبائل

زاوية الكتاب

كتب 499 مشاهدات 0



الشاهد

التيارات الإسلامية تستغل القبائل   
Monday, 09 January 2012
غليفص بن عكشان
القبائل في عقد السبعينات حتى التسعينات وما قبل ذلك كانت ثقافتها السياسية تكاد تكون معدومة، وكان ذلك الزمن محطة استغلال الآخرين لطاقة القبائل الهائلة لمصالحهم باسم الدين، كون القبائل بالطبيعة والفطرة تجذبهم الدعوة الإسلامية، ذلك لنظافة المعتقد لديهم من دون معرفة مقاصد ونوايا الطرف الآخر وأهدافه السياسية والمادية، فكانت القبائل قوة للتيارات ذات الشعارات الاسلامية، علماً بأنها تيارات تستخدم الشعار الإسلامي حتى تصل الى مقاصدها بهذا الشعار الذي يجذب أفئدة المسلمين.
لكن في حقيقة الأمر وباطنه وغايته لم تزد تلك التيارات المسالمة للأنظمة الحاكمة والمستسلمة لها من أجل تبادل المصالح معها، أي قاعدة شرعية أو نقلة نوعية لتنفيذ الأحكام الشرعية، انما كانت تيارات ذات شعارات تستهلك الاسلام من أجل الاستخدام السياسي حتى تستغل مشاعر المسلمين لكي تحقق مصالحها المادية والمعنوية على حساب الدين والقبائل، لذلك كان انجراف القبائل خلفها، عندئذ استغلت هذه التيارات القبائل بهذا الشعار والمنتمي من القبائل لهذه التيارات يصرح لأبناء قبيلته ان لم تكن معنا فأنت عدونا، وهذا فيه تهديد وارهاب.
ولما تغيرت أحوال القبائل واتسع ميدان العلم والمعرفة لديهم، وتطورت المعارف السياسية المدنية، وكشف رجال القبائل الخدع التي تتبعها قيادات التيارات المذكورة، تغير الحال، من التبعية غير المسؤولة الى التفكير، وهو الواقع المنطقي، لتصويب الواقع من حيث الغلط الذي تم ايقاع القبائل فيه والصواب الذي ينبغي تحقيقه، لذلك تخلى أبناء القبائل عن هذه التيارات التي تتكسب مادياً ومعنوياً على حساب القبائل والشعب الكويتي باسم الإسلام، ما أدى الى انكماش قدرتها في مجلس الأمة وتبعاً لذلك في مجلس الوزراء، ونتيجة ذلك انحسر نفوذ هذه التيارات، لأن الشعب بعد اكتشاف مقاصدها تخلى عنها.
علماً بأن هذه التيارات حققت مكاسب كبيرة على حساب القبائل، بل كانت ضد مصالح الشعب متعاونة مع الحكومة في ذلك، ولم تستفد القبائل من التيارات الاسلامية اطلاقاً على المستوى الفردي أو الجماعي، وذلك لأن أبناء القبائل، المخدوعين تابعون لها وليس لهم دور في القيادة واتخاذ القرار، عندما تخلى أبناء القبائل عن هذه التيارات تخلت عنها الحكومة وهي تبحث الآن عن منقذ ولا تجد، هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون.
فماذا لديها لتقدمه للشعب الكويتي الآن؟ فقط أن تركب موجة المعارضة، لأن الشعب الكويتي المخلص الوفي الصادق معارض للفساد الذي أسسته هذه التيارات، فتحاول أن تتخلى عن لباسها القديم من أجل ركوب موجة المعارضة الشعبية، وهذا الأمر لا يخفى على الشعب الذي مرت عليه اطروحات التيارات المدعية على الاسلام دون أن تزرع في حقل ساحة الاسلام بذرة صالحة، اذ لم تقترح قانوناً اسلامياً ولم تعدل قانوناً نافذاً ولا تعلم ما هو النظام القانوني المخالف للشريعة الاسلامية.
والآن تسعى هذه التيارات من خلال نفوذها الاداري والمالي لتفتيت قوة أبناء القبائل من خلال الباقي القليل من أتباعها الذين لا يزال على عقولهم غشاوة عن فهم مقاصد هذه التيارات السياسية باسم الاسلام، وهو منهم براء، انما ليس لهم قدرة على طرح مناهج تقنع بها الشعب الكويتي، علماً بأن الشعب مسلم بجميع طوائفه، ماذا طرحت هذه التيارات في شأن الاقتصاد أو اصلاح الفساد الذي أساسه من أعمالهم؟ وماذا قدمت بشأن العدل والمساواة؟ الا تركيز العنصرية بين الحضر والبدو والطائفية بين السنة والشيعة ومحاربة حقوق المرأة، والآن تستجدي المرأة في الانتخابات.
يا أبناء القبائل هل زال مفعول تخدير التيارات المدعية بالاسلام عن العقول؟
اللهم احفظ الكويت، وهيئ للشعب الكويتي من أمره رشداً، ونور بصيرته لما ينفع البلاد والعباد. آمين.

 

تعليقات

اكتب تعليقك