د.محمد العوضي يثني على اللاعب الثائر حارس نادي الكرامة الحمصي

الراى

 خواطر قلم / حارس المنتخب... سلفي مُنْدَسْ!

ارسال   |   حفظ   |   طباعة   |   تصغير الخط   |   الخط الرئي
الخميس الماضي 2012/1/5 اتخذت لجنة الانضباط بالاتحاد القطري عدة قرارات منها لفت نظر وغرامة عشر آلاف ريال لمدرب فريق (...) لخروجه عن الروح الرياضية في مباراة (...)، ولفت نظر مدرب (...) لاعتراضه على قرارات الحكم في مباراة (...)، ولفت نظر (إداري) نادي (...) لاعتراضه على قرارات الحكم، وأصعب قرار في رأيي، إيقاف (...) لاعب نادي (...) مباراتين وغرامة مالية قدرها خمسة آلاف ريال، وذلك بسبب البصق على المنافس في مباراة (...)، وآخر القرارات إيقاف (...) لاعب نادي (...) مباراتين وغرامة مالية قدرها خمسة آلاف ريال بسبب السلوك المشين في مباراة (...).
هكذا نقلت الصحف القطرية في الملاحق الرياضية عدد الجمعة الماضي 2012/1/6...
وفي نفس اليوم (الجمعة) كتب فهد العيسى تقريرا نقديا مطولا في جريدة الشرق الأوسط تحت عنوان لجنة الانضباط وهتافات المشجعين، خلاصته خطورة ما يصدر من على المدرجات من حيث أولا: الأهازيج والصيحات غير الأخلاقية ضد بعض اللاعبين وذكرهم بالاسم وطالب الكاتب بإجراءات اكثر جدية في حصار هذه الظاهرة المشينة، ثانيا: ما يصدر من على المدرجات من هتافات (عنصرية) وهي أخطر من سابقتها حيث لا يعقل ان تصل الحال بالسقوط في هذه الرذيلة التي تصادم الفطرة والدين وتجاوزها كثير من عوالم أكثر منا تخلفا، والآفة الثالثة: قذف قوارير المياه وغيرها من على المدرجات على حكام المباريات عند بوابة الخروج!!
ولفت فهد العيسى في تقريره الى ان صدور هذه الآفات الأخلاقية في الملاعب من جيل الشباب.
بهذه المعلومات الصادمة بدأت محاضرتي في منطقة (سيلين) الجمعة الماضية بدعوة من اللجنة الأولمبية الأهلية في قطر في مخيمهم الجميل المفتوح للجميع أفرادا وعائلات.
وقلت ان علم نفس الجمهور الذي بدأ قبل قرن من الزمان تقريبا عندما تناول سلوك الجماهير الرياضية تكلم عن تراتبية التأثير في الجماهير فتبين ان الترتيب من الأقوى في سلم التأثير كالتالي: أولا: اللاعب، ثانيا: الحكم، ثالثا: الإداريون، رابعا: الإعلام، خامسا: الجمهور... اي ان الجمهور محل تصدير الأثر، ويبقى اللاعب بأخلاقه وحماقاته وغروره وتواضعه وحركاته هو المؤثر الأكبر، أما الإعلام فهو يقتنص ما يقع أكثر من كونه يصنع الواقع.
وقلت ان لكل مهنة قوانينها وأخلاقياتها، وكل شيء لا ينضبط بالقوانين ينفلت، والعلم اليوم يتحدث عن الإدارة بالأخلاق، ليس لأن الأخلاق قيمة فحسب ولكن لأنها ضمانة لاستمرار العمل وتماسك الجبهة وسلامة النتائج.
ولما كان الشباب هو جمهور الحضور المستهدف، واللاعبون هم الرموز الأكثر تأثيرا في حياتهم الرياضية، ضربت أمثلة عديدة على ان صاحب الخلق يحترم من كل الأمم والثقافات وقد قرأنا قبل أسبوع ما نشر عن أشهر المغرورين من اللاعبين العالميين وطلع منهم واحد عربي للأسف هو (...)، وضربت مثلا بالأخلاق الرياضية للاعب برشلونة (إكزافي) الذي لم يأخذ إنذارا قط في رحلته الرياضية، وعمر كانوتيه من أصل (مالي) محترف في اسبانيا (اشبيليا)، ويعقوب الطاهر لاعب نادي الكويت والمنتخب الكويتي... ثم أطلت الحديث عن أبو تريكة الكابتن المهاجم المصري... فقال لي أحد القطريين بعد ساعتين يصل أبو تريكة مع اللاعبين الى قطر... والتقيت به بعد ساعتين من المحاضرة.
وختمت الأمثلة باللاعب الثائر عبد الباسط الساروت حارس نادي الكرامة الحمصي وحارس منتخب سورية للشباب والناشئين الذي انعطفت حياته بعد شرارة الثورة السورية، هو من مواليد 1992/1/1 أي في العشرين من عمره ولكن عقله أكبر من عمره، عشرات مقاطع الفيديو وهو يُحيي الاعتصامات والمظاهرات بما ثبت الناس ويرفع من هممهم ويكشف زيف النظام.
وهكذا تحول اللاعب الى قوة نووية جعلت النظام المستبد يرصد مليوني ليرة سورية لمن يدل عليه، بعد ان قصف منزله وقتل أخيه وحاول اغتياله 3 مرات نجا بأعجوبة في الثالثة.
لكن النظام المستبد أخرج مسرحية هزلية جديدة فاشلة كعادته وقال ان (الساروت) يريد إنشاء إمارة سلفية في حمص، وتلقى حوالة مالية مليونية من الأمير بندر بن سلطان!!
آخر ما شاهدته من فيديوات الساروت فيلم يوثق جوانب من نشاطه يمكن مشاهدته في اليوتيوب تحت عنوان: (عبد الباسط... الله يحميك) مدته 25 دقيقة قام تلفزيون أورينت نيوز بتسجيله... يفند فيه كل الإشاعات الأسدية.
أتريد ان تعرف تحولات الرياضة في أشهر ألعابها؟ اقرأ ما نشرته مجلة (لوموند ديبلوماتيك) الفرنسية تقرير وتحليل جيمس م - دروسي بعنوان (كرة القدم ساحة معركة في العالم العربي)... ولم ينس الكاتب البطل الساروت.

محمد العوضي