الكويت أصبحت مثل الكرة تتقاذفها الأجندات
محليات وبرلمانخضير العنزي: رسالة أوجهها لقوى الفساد، لن نسكت عليكم بعد الآن
يناير 24, 2012, 1:07 م 1497 مشاهدات 0
حذر مرشح الدائرة الرابعة النائب السابق خضير العنزي من أن الكويت مقبلة على كارثة وأزمة كبيرة ستؤدي بالبلاد إلى الهاوية بسبب الأجواء السياسية غير الصحية التي نعيش فيها فالبلاد كانت تعيش حالة من الانقسام والاستقطاب الحاد بين نواب قبيضة متهمين بالرشوة والفساد ومحولون للنيابة وبين نواب متهمين بالتأزيم وإشاعة الفوضى، وكان لتدخل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه الدور الأكبر في نزع فتيل هذه الأزمة التي كادت أن تعصف بالبلاد.
وقال العنزي في ندوة 'لتبقى الكويت.. اعتدال رؤية وروية' التي أقامها بمناسبة افتتاح مقره الانتخابي بمنطقة النعيم بالجهراء قال إن الحديث يطول إزاء هذه الأجواء المتوترة، وهذا الهجوم المتبادل بين فرقاء هم في الأصل أبناء وطن يفترض أن يعملوا متكاتفين من أجل بناء وتنمية هذه الأرض الغالية والعزيزة علينا جميعا.
وتساءل خضير: أين الخلل؟ أين المشكلة؟ هل المشكلة في الحكومة؟ هل الأزمة بسبب المجلس؟ أم أن النظام الدستوري الذي تمتعت به الكويت خلافا لجيرانها طوال تاريخا هو السبب؟ وإلى أين نمضي بعد كل هذه الخلافات وهذا التمزق والتشظي؟
وأوضح أن الكويت تعيش حاليا أزمة نخب، فالصراع السياسي الدائر بالكويت حاليا هو صراع بين قوى وتكتلات سياسية لا علاقة لها بالمجتمع نفسه، وإن كانت تؤثر عليه بشكل كبير، وأشار إلى أن الصراع بين أقطاب الأسرة الحاكمة وصل حدا لا يمكن أن تحتمله البلاد، فكشف الغطاء عن الفضيحة أو تلك إنما يتم لأغراض خاصة بضرب هذا القطب أو بإضعاف ذلك التيار وهذه مصيبة، لأن البلد بذلك أصبحت مثل الكرة التي يتقاذفها اللاعبون من أجل تحقيق الأهداف دون أن يكون لها القدرة على تحديد مصيرها.
وتحسر العنزي رجال الدولة الذين فقدتهم الكويت أيام الستينات والسبعينات الذين رسخوا الدولة والخير الذي نعيش فيه اليوم هو من خير وصنع أولئك الرجال، الذين غلبوا مصالح البلاد والعباد على مصالحهم وأهوائهم الشخصية.
وتابع، اليوم فقدت الدولة كثيرا من سطوتها وسيطرتها لحساب أجندات خاصة يتم كتابتها من قبل هوامير كبار ينفخون في النار، وهذه ظاهرة جديدة لم تألفها الكويت قبل 2005، فالقيم التي بنيت عليها الكويت تم تجاوزها لحساب فلسفة جديدة يضع قواعدها أقطاب الصراع السياسي.
واستغرب العنزي من تصرفات البعض الذين استمعوا لدعوات وتأكيدات سمو الأمير بالحفاظ على الوحدة الوطنية، لكنهم بعد الخطاب بساعة يطعنون بالوحدة الوطنية، لكنهم بعد أيام يذهبون إلى سمو الأمير يدعونه إلى أعراسهم.
واعتبر أن الأزمة ليست في الحكومة وحدها، وإن فسدت كثيرا، ولا في أسلوب الإدارة وإن شابه العديد من الأخطاء، وإنما السبب هذا التشتت الذي تعيشه الكويت بسبب الصراعات الخفية التي باتت تمزق وحدة الكويت ووحدة شعبها التي كانت مضرب المثل من القاصي والداني، كل ذلك بسبب أشخاص 'يأمرون وينهون ولا أحد يقولهم وين رايحين'، مشددا على أنه إن لم تعمل الحكومة المقبلة على إيقاف ذلك فإن البلاد ستذهب إلى هاوية لا قرار لها، فالكل 'وراه راعي وكل يعرف من هو حلاب الناقة سواء شيخ أو وزير أو قطب أو غيره'.
ومضي يقول: 'إن الحكومة الخفية أمرت بضرب العوازم عام 2008 وضربوا معها حرمة كل القبائل، وإن هناك من أراد أن يحرك الحرس الوطني ضد ساحة الإرادة، وضرب النواب بديوانية الحر بش، لكنه دستوريا غير محاسب وأقسم بالله إ ن جاكم راح يمسك عصا وخيزرانه، لقد كان واقفا بالمصافط ويشوف من هم بديوانية الحربش ويسأل منو هذا؟ طقوه واضربوه ووزير الداخلية وقيادات الداخلية يقولون السمع والطاعة'.
وتابع العنزي إن هناك حلفا غير مقدس بين الحكومة الخفية ومن يهاجم أهل الكويت وعوائلها وقبائلها، وهذا الحلف لن يسكت حتى يشعل نار الفتنة التي أدعو الله أن ينقذ الكويت منها.
وامتدح ما كان يسمى في الستينات والسبعينات ما كان يسمى بسياسة الباب الخلفي التي نجحت بهدوء في تقريب وجهات النظر بين الحكومة والمعارضة والقيادة السياسية، وقد نجح رجال ذلك الزمان لأنهم كانوا يعملون لصالح البلاد ولصالح مواطنيه بغير إفراط ولا تفريط ولا ضرب للوحدة الوطنية ومقدرات الشعب، لقد كانت هيبة الدولة خطا أحمر لا يتجاوزه أحد.
وأكد العنزي أن محاربة الفساد لن تبدأ إلا بعد إقرار قانون كشف الذمة المالية الذي كان قد تقدم به مع مجموعة من النواب، وأضاف لقد اتهمنا البعض بالحصول على الملايين، ولكني أقول لهم لو عندي ما يدعون 'كان توسعت بدل هالبيت الضيق حاشر أهلي وعيالي فيه' لكني والحمد لله دخلت وخرجت أبيض الوجه، لقد كنت أخشى 'فيز الشؤون والداخلية لأن فيها تجارة إقامات وغيرها وعطيتها لشخص شهم واستطاع أن يقود الأمر ، لكن يجيني شخص يحتاج فزعة قانونية في مناقصة أرفض لأن حجي الناس واجد وما راح أخلص وسكرت الباب وارتحت.'
لقد أصبح الهم هما شخصيا لأن هناك من يعتقد أن من يوصله للكرسي هم القبيلة وهم يروجون أن البدو كارهون للحضر والحضر يعون مدي تلاحم البدو مع الحضر.
وحول الدوائر الخمس قال خضير إن الدوائر الخمس كارثة ما بعدها كارثة على النظام الانتخابي في الكويت، 'لقد قابلنا سمو الأمير وقلنا لسموه نحن أمام منعطف خطير داخليا في ظل تفتت الجبهة الداخلية، وخارجيا صراع دولي في المنطقة، وكذلك أبلغنا سموه أن الدوائر العشر هي الأنفع والأجدر' وقد حول سموه الأمر لمجلس الوزراء لدراسته لكن الأحداث الأخيرة عطلت كل ذلك.
وأنا أعتقد شخصيا أن تعديل الدوائر لعشر أصبح مصلحة وطنية عليا تنقذنا من النفق المظلم الذي دخلناه.
وكشف العنزي أنه كانت هناك تحركات في الفترة الأخيرة لتشكيل تيار وطني يستند إلى قوي وطنية يعترف به كل أطياف الشعب، مشيرا أنه قطع شوطا مع بعض الناشطين باتجاه تأسيس جمعية وطنية، لكن الأحداث المؤسفة الأخيرة عطلت ذلك أيضا.
واختتم العنزي بتحذير كل متجاوز فاسد، مؤكدا إذا قدر له النجاح فلن يقبل من يقول هذا ولد بطنها وهذا بدوي فالتعليم والصحة للكويتيين جميعا، معتبرا أن هذه رسالة يجب أن يفهمها كل شخص في السلطة، أو من هم في الحكومة الخفية.
تعليقات