الكويتيون البدون: الهوى.. الهوية والهاوية

زاوية الكتاب

كتب 2405 مشاهدات 0


في زحمة الملايين متعددة الأغراض ، والمليارات ذات الذمم المفقودة ، والرمز الذي بات مجرد (خرجة) ، والنشيد الذي يُعدّ الوقوف له (بدعة) ، وقبّة تحتها سكّير ومرتشٍ وقاذف ، وحرائق مجهولة الفاعل ... عليك أن تكون إنسانًا محايدًا في حكمك وانفعالك وأنت ترى المدارس الرديئة تلفظ أبناءك ، والقطاع الخاص الاستغلالي يصادر راتبك.
عليك أن تكون مسالمًا جدا وأنت تقف في ساحتك مطالبًا بحقك السليب والمطاعات تتهاوى على ظهرك المثقل بالهموم  والديون، ثم لا بأس إن فرحت إذا برّأك القضاء من تهم الداخلية الموحّدة بالاعتداء والتخريب بغير أدلة .
 وعليك كذلك أن تكون عاقلا جدا وأنت تسمع ادعاءات الجهاز الخرقاء بثبوتيات من دول أخرى لم يكشف عنها ومستحقين لم يجنسوا بعد ، وأبناء شهيد كويتي مازالوا لاجئين في العراء ، ورحلات إلى دول الخليج لحل مشكلة البدون و المستضيف في أحدها ليس سوى (ضابط أمن)  ..!!
ولن ألومك إذا ضحكت بهستيرية مفرطة عندما تعلم بأن البدون الذي هاجروا للعراق ومازالوا فيه بدون جنسية ، و غرباء وطنك الحاصلين على الجنسية الكندية والبريطانية و الأسترالية مازالوا كويتيين الهوى .
وعليك كذلك أن تفرح وتتقبل التبريكات لأن (جاسم) المقيم في الصحراء منذ عشر سنوات أصبح لديه بجهود إخوانه غرفة ، وقد خلع عنه (دشداشته الشتوية ) وهذّب لحيته ، طوى  ورقة إحصاء ١٩٦٥ فاحتفظ بها معتزًا ،طاويا معها أحلام أربعيني يبحث عن لعب الأطفال المهملة  ليلهو بها جائعًا، ولا تحزن إذا علمت أن من حصل على الجنسية الأولى بالتأسيس (خلسة) لا يمتلك ذاك الإحصاء.
يا ابن قضيتي ، لائقة سلميتك ، رائقة همتك ،  يعبرون وطنك بخزي وتسكنه بصبر ، يسلبونك حقك لكن رغيفك الإيمان ، ابتسم وإن كانت شفاهك جافة ، واحلم بغدك الأزهى رغم وسادة الشوك ، فـ تفاحة حقوقك التي أغواهم الشيطان بقضمها مُخرجة إياهم إلى الدنو ..!!

أوتاد خالد

الآن- رأي: أوتاد خالد

تعليقات

اكتب تعليقك