عن بعير الدولة - يكتب د.ماجد جابر العنزي

زاوية الكتاب

كتب 2323 مشاهدات 0

د.ماجد جابر العنزي

يذكر بعض المؤرخين أنه كان لابن رشيد 'حاكم حائل آنذاك' بعيراً عزيزاً عليه قد اشترك معه في كثير من غزواته ، وكان يتفائل به كثيراً ، فكافئه بأن أطلق سراحه ليرتع ويرعى في حقول حائل ومزارعها كلها دون مراعاة لأصحابها فلا رقيب ولاحسيب .

وقد أطلق عليه ابن رشيد لقب 'بعير الدولة' ثم تجرأ هذا البعير فأصبح يدخل الدور والقصور ويصيب ماتشتهي نفسه و'يعفس البيت بأهله' والمشكلة أنه لاأحد يستطيع منعه أو إيقافه أو صده عما يريد أو التعرض له ، إنه بعير الدولة ياكرام!

يقول الراوي : ثم ضجت حائل وأهلها كبارها وصغارها نساؤها ورجالها من هذا البعير الأشر البطر وعقدوا اجتماعات تداولوا فيها شأن هذا البعير ، فاتفقوا جميعاً أن يشتكوا هذا البعير إلى الأمير ابن رشيد فقاموا بعمل مظاهرة صاخبة اشترك فيها أهل البلدة كلها ، ثم زاد حماسهم في المظاهرة وقام أحد الثائرين فتقدم المظاهرة وسار بهم نحو قصر الأمير ، ثم أخذ يهتف بأعلى صوته : الشعب يريد الخلاص من البعير! والمتظاهرون يرددون هتافاته .

الملفت في هذه المظاهرة أنه كلما قربت الجماهير من القصر تقلصت الأعداد وقل حماسها ، وهكذا حتى بلغوا القصر فخرج ابن رشيد بعد أن سمع أصوات الهتافات خارج القصر وقال : ما الخبر؟ فإذا به وجهاً لوجه أمام قائد المظاهرة ، فالتفت القائد خلفه فلم ير أحداً من المتظاهرين سواه ! فبادره ابن رشيد قائلاً : ماهذا الصخب ؟ وماذا تريدون؟

فقال قائد المظاهرة المتوتر: ياطويل العمر الشعب يبي ناقة لبعير الدولة!

أعرف بعض الدول فيها عدداً كبيراً من أمثال هذا البعير
ولا يوجد من يوقفها !

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

صلوا على رسول الهدى
د.ماجد جابر العنزي

الآن - رأي: د.ماجد جابر العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك