اعتذار النواب التسعة للشعب الكويتي.. بقلم يوسف المباركي

زاوية الكتاب

كتب 1233 مشاهدات 0


القبس

لماذا الاعتراض؟!

يوسف مبارك المباركي

 

لم استغرب رد فعل أعضاء مجلس الأمة التسعة، الذين قاطعوا الجلسة بسبب حكم محكمة الجنايات الصادر في يناير 2016، بشأن الخلية الارهابية كما تردد اعلامياً. فمنذ إلقاء القبض على أفرادها في أغسطس 2015، حاولوا إسكات أي صوت يستنكر هذا العمل التخريبي، بعد أن شاهد الجميع في التلفاز الكم غير العادي من الأسلحة والمتفجرات الحديثة الصنع التي بحوزتهم. فكانت كل التبريرات اتركوا القضاء يأخذ مجراه، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته، علما بأن الجهات الامنية لم تنشر أسماء أعضاء الخلية وصورهم، كما فعلت مع آخرين، بل تم حظر النشر وتداول الموضوع لحين انتهاء التحقيقات. وصدر الحكم الابتدائي لمحكمة الجنايات الذي جاء في 168 صفحة، وتضمن بالتفصيل الدقيق كيفية جمع وتخزين الأسلحة والمتفجرات والتدريب عليها والتخابر مع ايران، والدعوة إلى الانضمام إلى حزب باسم حزب الله، والعمل على تقويض الأمن وإشاعة الذعر في المجتمع، على يد 26 مواطناً كويتياً. 
إن رد الفعل لدى الشارع هي على ما قام به هؤلاء من موقفهم الذي قد يفسر على أنه اصطفاف طائفي مقيت يدمر المجتمع تحت حجة المظلومية، وهي حجة غير صحيحة ومجافية للواقع، فالحكم الابتدائي صدر بحق 26 مواطناً، وليس بحق طائفة ما كما يسوق الأعضاء التسعة. فأي مواطن يرتكب جريمة يُحاسب بموجب القانون الذي كفله الدستور، واقسم الجميع على احترامه، فمن باب أولى أن يبر هؤلاء النواب بما اقسموا عليه، وهو أنهم ممثلون للأمة وليس لطائفة معينة، وأن يذودوا عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله.
الشعب الكويتي كله انتفض في يوم الجمعة 26 يونيو 2015 ضد العمل الارهابي بتفجير مسجد الصادق، وراح ضحيته 27 شهيدا، ويومها لم نسمع صوتاً واحداً ناشزاً، فكان الأولى بهؤلاء الأعضاء ألا تغيب عنهم تلك اللحمة التي كانت صادقة بشهادة القريب والبعيد.
إن الشعب الكويتي صدم بما تضمره هذه الخلية الإرهابية من شر وتدمير له على يد شركائه في الوطن، لأنه شعب جبل منذ الأزل على التعايش السلمي بين كل أطياف مجتمعه المتآخية في السراء والضراء. ومنذ تأسيس الكويت، عاش مجتمعنا أسرة واحدة رغم وجود الخلاف في وجهات النظر، لأن هناك ثوابت لم تتبدل في يوم من الايام، وهي الالتزام بالنظام السياسي، والدفاع عن الدستور بالوسائل السلمية، وأبرزها مقاطعة الانتخابات وتقديم العرائض، وعقد الاجتماعات، إلى أن نصل إلى اتفاق معين، بعيدا عن العنف وإراقة دماء الابرياء. 
على النواب التسعة الاعتذار للشعب الكويتي عما بدر منهم.
اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل متآمر وأفّاك أثيم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك