تركيا خسرت الكثير من أصدقائها نتيجة التخبط في سياساتها الخارجية.. برأي مبارك الهاجري

زاوية الكتاب

كتب 402 مشاهدات 0

ارشيفية

الراي

أوراق وحروف- الحرب على... فتح الله غولن

مبارك الهاجري

 

الشيخ محمد فتح الله غولن، عالم جليل، لا شأن له بالسياسة مطلقاً. رجل كرّس حياته في سبيل العلم، ولهذا ترى بصماته واضحة جلية في 173 بلداً، مجنداً نفسه وماله ووقته لتعليم النشء، فلا يمكن لأي مجتمع كان، أن ينهض من دون التعليم. وهنا يتساءل المرء، ما دخل الشيخ الجليل في الأحداث السياسية في تركيا؟ ما الذي فعله ليصب عليه ساسة حزب العدالة والتنمية جام غضبهم؟.

يُتهم بأشنع الاتهامات التي لا يقبلها عقل ولا منطق، بحق من شهد له القاصي والداني بطهارة كفه، وبعده عن ملذات الدنيا ومتاعها، بل وله أيادٍ بيضاء على الملايين من شباب الأمة الإسلامية، ولكنها السياسة قاتلها الله. فمنذ قضية الفساد في العام 2013 وشيخنا غولن أصبح هدفاً معلناً، وعليه أن يتحمل تبعات المصائب السياسية في تركيا، من دون أن يكون له ضلع أو يد في ما يحدث!...

وإن أردت عزيزي القارئ أن تنظر بعين فاحصة، ومتأنية، فما عليك إلا أن تقرأ سياسة حزب العدالة والتنمية منذ توليه السلطة وحتى اليوم، وستجدها حتماً مليئة بالتناقضات والتخبط والمواقف الرمادية. وان أردت أن نوضح أكثر، انظر رعاك الله، إلى الموقف الخطير،الذي اتخذته حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، مع وجود ضمانات مؤكدة بعدم ملاحقة مسؤولي هذا الكيان بعد جريمتهم الكبرى بحق ركاب سفينة المساعدات التركية، «مافي مرمرة»، في عام 2010.

وليتها وقفت عند هذا الحد، بل وأعلنت تركيا وعلى لسان رئيس وزرائها بن علي يلدريم، أنها تؤيد بقاء رأس النظام السوري بشار الأسد موقتاً، وفي الوقت نفسه مدت حكومته يدها تجاه نظام الملالي في طهران، وقبلها تجاه موسكو، متجاهلة دماء نصف مليون مواطن سوري ذهبت هدراً، بسبب المواقف التركية الرافضة والمتعنتة تجاه أي حل يصب في مصلحة الأزمة السورية، وإصرارها على بقائها مشتعلة، هذا عدا دعم تركيا للجماعات الإرهابية، كتنظيم «داعش»، وجبهة «النصرة»، وغيرهما. أضف إلى ذلك الموقف المتشدد والرافض لحقوق الشعب الكردي، ومحاربته، وقصف مدنه وقراه في العراق وسورية، وكأن هذا المكون العريق لا ينتمي إلى ذرية أب البشرية آدم عليه السلام!

خلاصة القول: تركيا في العهد الحالي خسرت الكثير من أصدقائها، وفتحت على نفسها أبواباً يصعب إغلاقها على المدى البعيد، نتيجة التخبط في رسم سياساتها الخارجية، والتي تنم عن جهل، وعدم قدرة على قراءة الأحداث بواقعية!... وهذه هي العلة التي تعانيها اليوم!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك