لماذا نعود سريعا إلى المربع الأول في علاقتنا مع العراق، بمجرد أن تتعافى..يوسف المباركي

زاوية الكتاب

كتب 626 مشاهدات 0



القبس
لماذا يفتعل العراق المشاكل معنا؟
كتب يوسف مبارك المباركي :
   
ما ان تبدأ العلاقات الكويتية ــ العراقية بالتعافي حتى تعود الى نكش جراح الماضي والعودة بالعلاقات الى المربع الاول، ولو تأملنا فيها جيدا نجد فيها نفسا متعالية من قبل العراق ودائما الكويت متهمة بالاضرار بمصالح العراق او سرقة نفطه او التعدي على حدوده، سأعود بالذاكرة لتاريخ رسم الحدود بين البلدين آنذاك استنادا الى ما ورد في الاتفاقية البريطانية ــ التركية المبرمة بتاريخ 1913/7/29 بعدها صدرت رسالة للمقيم السياسي البريطاني موجهة الى حاكم الكويت الشيخ احمد الجابر بأن حكومة صاحب الجلالة قد اعترفت بالحدود التي تريدها الكويت والعراق وذلك في شهر ابريل 1923 حتى تم اعتماد الحدود بين الكويت والعراق بالرسائل المتبادلة بين حاكم الكويت الشيخ احمد الجابر ورئيس وزراء العراق نوري السعيد في 1932/7/21.
وفي 1961/6/25 كان اول ادعاء باطل بضم الكويت الى العراق عبر مؤتمر صحفي عقده الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم آنذاك نسف فيه كل الذي سبق ذكره ولم يراع حسن الجوار، الى ان وصل حزب البعث الى السلطة واعترف العراق بتاريخ 1963/10/14 رسميا باستقلال الكويت، واعلن عن نيته التمسك بالحدود المعترف بها حسب الاتفاق السابق عام 1932، وكانت الطامة الكبرى في 1990/8/2 باحتلاله الكويت غدرا، وعندما خرج صدام حسين في احدى المحطات الاجنبية يفتخر بأنه عمل ما عجز عنه الرؤساء السابقون باحتلاله الكويت وضمها له لانه يتحدث باسلوب رئيس عصابة وليس كرئيس دولة، وحسم ملف الحدود نهائيا بقرار مجلس الامن الدولي رقم 833 الصادر في 1993/5/27، ولم يعترف العراق به الا بعد حشده مرة ثانية على الحدود الكويتية في عام 1994، حيث كان يراهن في تلك الفترة على تماسك المجتمع الدولي، وعندما شعر بأنه سوف توجه له ضربة تراجع واعترف بالقرار رقم 833 حيث صدق عليه مجلس الشعب العراقي وصدر بالجريدة الرسمية العراقية بعد توقيع صدام حسين عليه.
بعد كل الذي ذكرته اصبح من يريد من المسؤولين ان تزداد شعبيته امام العراقيين ان يطالب بعدم الاعتراف بقرار الحدود والتعويضات وغيرها، وبخصوص ما يثار اليوم حول ميناء مبارك الكبير نسي العراق أو تناسى بأن جزيرة بوبيان أرض كويتية وليس للعراق حق بأن يشكل لجنة ليدرس مشروع الميناء، فهذا الطلب غير شرعي وتدخل بسيادة دولة الكويت، العلة تكمن بعدم استخدام لغة الحزم بسيادة الكويت تحت حجة عدم استفزاز الآخر، لقد جرّبنا هذا الاسلوب الفاشل وابتلعت الكويت خلال ساعتين، ما الفائدة العراق لن يهدأ له بال الا بتصدير مشاكله الداخلية علينا وافتعاله لهذه القضايا، والعراق لا يملك ان يتملص من قرار دولي اعترف به، الان اذكر من كانوا يسعون الى العمل لمساعدة العراق لخروجه من الفصل السابع اولئك «الرهط» الذين تحركهم مصالحهم التجارية فقط غير ناظرين الى مصلحة الكويت العليا ونحن اكتوينا بنار العراق، والجرح ما زال ينزف ونحن لسنا دعاة حرب، ولكن نريد ان نعيش بسلام، فحكومة العراق بدل افتعال هكذا مشاكل عليها ان تكرس الجهد بأن ترتب الشأن الداخلي لها افضل، وان تسعى للعمل على التعايش مع جيرانها بسلام، لقد تم تدمير العراق بحروب خاضها منذ عام 1980 وحتى 2003 ليستريح العراق ويكون قبلة للسياح لما يحتويه من طبيعة وصناعة وزراعة ..الخ، ويكون العراق قوياً بدلاً من اشغال شعبه بقضايا تمزق الأمة وتفرق ولا تجمع، وعلى الكويت ألا ترضخ لأي لجنة عراقية فهم ليسوا مجلس الأمن وهيئة الأمم، ولا تفرط بأي حق كويتي سواء التعويضات أو الارشيف والقضايا المعلقة ..الخ، فالكويت اكبر واغلى من تطييب خواطر البعض فهذا هتلر عندما حرّق اليهود عام 1945 وحتى قبل عدة اعوام المانيا سددت ما فعله هتلر آنذاك، واليوم العراق عليه فاتورة يجب دفعها، فهو بلد غني وعليه ان يتعامل بذكاء وحنكة لا فوقية وارهاب جيرانه.
اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.

يوسف مبارك المباركي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك