دبي, لا تهزها العواصف المالية العالمية وثبت اقتصادها وتعافى من اثار الأزمة اسرع من اي اقتصاد اخر هكذا يصف حال دبي الكاتب محمد عيسى

يوم عانى العالم الأمرّين، وعلا صراخه من تبعات الأزمة المالية العالمية، التي أتت على الأخضر واليابس في العديد من الدول، وقصمت ظهر أكبر الاقتصادات العالمية، وكبدت الرأسمالية العالمية خسائر فادحة، لم يتحملها الكثيرون، ودفعوا أرواحهم وحرياتهم ثمناً لها، قبل أن تسقط حكومات واقتصادات قائمة منذ عقود ولها ما لها من ثقل اقتصادي عالمي كبير، ويعتقد أنها كانت ركيزةً ومرجعاً عالمياً للاقتصاد الحديث، ومن وسط هذه الهزة الاقتصادية العالمية التي فاقت السبع والعشر درجات إذا ما قيست بمقياس ريختر لقياس الزلازل الطبيعية، خرجت الإمارات بأقل الخسائر، وكانت أقل دول العالم تأثراً بالأزمة، رغم حجم استثماراتها الكبير، بل وعاشت الدولة في طفرة اقتصادية وعمرانية، تركزت على القطاع العقاري الذي شهد نمواً ورواجاً وارتفاعاً غير مسبوق على مستوى العالم.
الحراك الاقتصادي، الذي عاشته الدولة بشكل عام ودبي بشكل خاص، في تلك الحقبة، ومن ثم الأزمة المالية العالمية التي شهدها العالم جعلت أصحاب النفوس الضعيفة يصطادون في المياه العكرة ويراهنون على انهيار مرتقب لاقتصادنا، وروّج من روّج من هؤلاء للشائعات، وأعلن من أعلن على الملأ أن السقوط واقع لا محالة، وأن المسألة باتت مسألة وقت لا أكثر، ولكن سرعان ما خيّبت حكمة وعزيمة القيادة ظنونهم، وردتهم بخيبة أمل كبيرة لم يتوقعوها، فكانت الإمارات، ورغم نشاطها والحراك الاقتصادي المميز على مستوى العالم الذي شهدته أقل الخاسرين، والمتأثرين من تبعات الأزمة المالية العالمية.
ومع مرور الوقت والأعوام، استمرت عجلة التطور والنمو والبناء، لنكون سباقين في التعافي من الآثار السلبية للأزمة اللعينة، بل وفاجأنا العالم بإطلاق مشاريع واستقطاب استثمارات، واستكمال حثيت وسريع لكل المشاريع التي توقف بعضها، لنؤكد أن التوقف كان مؤقتاً، وكان لالتقاط الأنفاس فحسب، فها هي عجلة النمو والتطور تدور وبأقصى سرعة، وتؤكد دبي التي استهدفتها حجارة الحاقدين تمضي قدماً بكل إقدام واقتدار.
ويوم أمس اعتمد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عدداً من مشاريع التنمية السياحية، والسكنية، والتجارية في دبي، بمبالغ فاقت الملياري درهم، تنفذها مؤسسة دبي العقارية، وفي السياق نفسه، وتنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين وتأمين الحياة الأسرية المستقرة لهم اعتمد مجلس إدارة مؤسسة محمد بن راشد للإسكان 323 طلباً كدفعة جديدة من الطلبات المستحقة والموافق عليها لإنشاء مساكن خاصة للمواطنين، و86 قرض مسكن جاهز بقيمة إجمالية بلغت 65 مليون درهم، وقبل أيام أشار مركز إحصاء في دبي في تقريره إلى ارتفاع قيمة المباني المنجزة بدبي خلال الربع الثالث من العام الحالي بنسبة 120% لتصل إلى 11,76 مليار درهم، مقابل 5,3 مليار درهم خلال الفترة المقابلة العام الماضي، كل تلك الأرقام والمؤشرات ما هي إلا تأكيد لقوة ومتانة اقتصاد الدولة، وحكمة وحنكة قيادتنا الرشيدة، فها هي دبي كما كانت دائماً وأبداً دار الحي.