المواطن الفعال

زاوية الكتاب

كتب 2486 مشاهدات 0


هل في ظل هذه التغيرات العربية الحديثة التي طرأت على الوطن العربية أعدت الكويت سياسة خارجية معينة تتناسب مع هذه التغيرات، وهل أخذت الكويت في الاعتبار كيف سوف تتعامل مع محيطها الإقليمي والعالمي؟ ولاسيما في ظل ما تعاني منه الكويت من مشاكل داخلية اقتصادية وسياسية واجتماعية في ظل حكومه ضعيفه تكونت من حكومة أضعف حكومة همها الأكبر هو تحقيق المصالح الشخصية وتسييس جميع المبادئ العامة.
فالشعب الكويتي لايعرف ماذا يخطط له من قبل السلطة وإغراقه في كثير من الأزمات المصطنعة لصرف نظره عن الكثير من المهمات الحقيقية التي عليه أن يقوم بها وعن القضايا الرئيسية التي يجب أن يتبناها والتي تكون في صالح الشعب والحفاظ على الأرض والوحدة الوطنية لدولة الكويت.
فبعد أن اجتاح التغيير الكثير من الدول العربية رأينا أن هناك واقع جديد في هذا الدول أدى إلى وجود مواطن فعال مشارك في الحياة السياسية ومؤثر في صنع السياسة الخارجية لبلاده والأمثل على ذلك كثير في الدول العربية التي طالها الربيع العربي.
نعم المواطن العادي شريك في رسم السياسة الخارجية بالمحيط الإقليمي الذي يعيش فيه والمحيط العالمي فالسياسة الخارجية كما يعرفها (بيجانس روزيو): 'هي منهج للعمل يتبعه الممثلون الرسميون للمجتمع القومي من أجل إقرار أو تعقيد موقف معين في النسق الدولي بشكل يتفق والأهداف المحددة سلفا من فعل ورد فعل'.
وجميع الممثلون الرسميون للمجتمع القومي لا ينبغي أن يتصرفوا وفق هواهم فهم ممثلون للمجتمع القومي وللشعب فوزارة الخارجية الكويتية وجميع الإدارات الخاصة بالسياسة الخارجية من أكبر مسئول إلى أصغر موظف هم ممثلون للشعب فلا ينبغي أبدا أن نسمع الكثير من الشعارات التي انتشرت في الفترة الأخيرة السياسة الخارجية مع الدول الأخرى خاصة ببعض الأفراد في الدولة ولا ينبغي لأحد أن يتدخل فيها.
جميع الساسيات الخارجية للدول العالم تتعرض للانتقاد وتتعرض للتدخل من قبل الشعب وربما للتغيير والتطوير فلماذا يحاول المسئولون في الكويت أن ينتهجوا نهجا بعيدا عن المنطق ومخالفا لما يحدث في جميع دول العالم.
يجب أن يعلم المسئولون في الكويت أن السياسة الخارجية للدولة شيء يهم كل مواطن كويتي وليس حكرا على شخصيات معينة في الدولة ولأهمية السياسة الخارجية في أي دولة فإن أي مرشح للرئاسة سواء كان حزبا أو شخصا يجب أن يعرض على شعبه ما هو الجزء الخاص بالسياسة الخارجية في برنامجه حتى يتسنى للجميع إقراره رئيسا إو إقصاءه فلماذا تجنب الكويت المواطن العادي عن المشاركة في رسم سياسته الخارجية مع العالم.
سياسة الكويت الخارجية لا تحقق أي مبدا من المبادئ التي أسست من أجلها السياسة الخارجية الكويتية.
فالتحالفات الخاصة بالأمن السياسي والعسكري جميعها قائمة على تنازلات من قبل الجانب الكويتي أكبر وأهم من الإستفادة من هذه التحالفات إن أي سياسة خارجية للكويت يجب أن تبنى وتؤسس على الكرامة أولا وعلى مصلة البلاد ثانيا.
إن جميع المصالح الكويتية والقيم الإسلامية تعرضت للكثير من الضربات القاتلة في ظل هذه السياسة الخارجية الحالية وجميع الكيانات الخارجية التي شاركت بها الكويت ومارست من خلالها جزء من سياستها الخارجية مثل الجامعة العربية أو مجلس التعاون على المستوى الإقليمي أو حتى على المستوى العالمي كانت مجرد روتين سياسي لا يعود بالنفع على الكويت في شيء.
حتى استغلال السياسة المالية مع الدول الخارجية لم يعود بالنفع على الكويت فجميع المساعدات التي تقدمها الكويت لدول العالم لا تمكنها من إقامة تعاون علمي أو تكنولوجي يفيد البلاد أو يحدث نهضة حقيقية داخل مؤسساتها، إلى الآن الكويت عاجزة عن نقل أي خبرة علمية حقيقية لتطوير قطاع التعليم أو لتطوير قطاع الصناعة الكويتية أو لتطوير قطاع الصحة وإعداد كوادر حقيقية في شتى التخصصات.
ألا يكفي الكويت التحالفات العسكرية مع كبرى دول العالم فتلجأ إلى تقديم السياسة المالية مع الدول الأخرى والتي لا تعود بالنفع على المواطن العادي ولا تحقق الصالح العام للبلاد.
من مهام السلطة الحقيقية هي استثمار عوائد البلاد المالية خير استغلال وليس توجيهها بطريقة تنصب في خدمة غرض واحد بعيد عن تحقيق الصالح العام.
نعم المواطن الكويتي شريك في تكون السياسة الخارجية  ومن حقه مثل أي مواطن أن يشارك في رسم سياسته الخارجية مع العالم ولكن السلطة في الكويت لازالت تعتبر أن السياسة الخارجية بل والداخلية خط أحمر بالنسبة للمواطنين والنتيجة تردي الأوضاع وانهيار البلاد فيجب أن يكون هناك المواطن الفعال الذي يشارك في رسم السياسة الخارجية للبلاد لأنها جزء من السياسة العامة للدولة التي تمثل الشعب.

الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

كتب: الشيخ مشعل مالك محمد الصباح

تعليقات

اكتب تعليقك