احمد سالم نعيم يكتب.. تذويب البدون

زاوية الكتاب

كتب 1183 مشاهدات 0

العتقل عبدالله عطالله

ترى هل يجب علينا أن نكون متفرجين, في حين أروحنا تعتصر ألما؟.. أيجب طأطأة رؤوسنا, كلما تمادى في كراهيته بغيضة, دعاة التمييز العرقي والتفرقة العنصرية؟.. وبالتالي هل علينا الغرق في وادي القنوط؟.. أم يجدر بنا القول هذا الإقصاء والإلغاء طبيعي من السكان الاصليين طالما نحن من الذين استوطنوا الكويت منذ بداية عصر النفط؟..

إن الأقلية التي تكافح بيننا تؤمن بأن الزوال هو المصير الحتمي لنظام التمييز العنصري, إن يكن هذا هو الواقع, فلا يمكن لأناس مضطهدين أن يظلوا مضطهدين إلى الأبد, على امتداد التاريخ المدون والذي عرفته البشرية سنجد أن شعوب محكوم عليه بالإبادة وسياسة التذويب وتحطيم التاريخ والعيش في منتهى البؤس, واصلوا المقاومة بسلاح الإرادة والوعى والذاكرة, وقد نالت الحرية والعدل والمساواة في النهاية.

إن ما نشكو منه هو الهوة المتزايدة عمقاً, فقد أسهمت في خنوع وتصغير الناس بمعنى اختزال هوياتهم واقتلاعهم من رحابة التعددية, في محاولة إرجاع العقود الاستبدادية المظلمة إلى الحاضر من خلال التشبث بمرجعية ماضوية, وكأن الماضي ينبغي أن يحكم الحاضر والمستقبل وذلك بممارسة سياسة تذويب على عقول البسطاء ببث الخوف والرعب والترهيب جيلاً تلو الأخر, بغياب المنطق والعقلانية وهذا كله لا يزال في حاجة إلى مواجهة بإعلام مستنير, وإعادة الوعي والذاكرة, إذ هما مدفعان لكسر جدار السلطة الاستبدادية.

مع ذلك تسلط نسعى دوماً للمطالبة بالحلحلة القضية بتجنيس المستحق, ولا بد إنهاء هذه مأساة التي نشأة مع نشأة الدولة الحديثة, فلا يعقل تجنيس الأقلية التي تكونت من إثنيات منتوعة بعد قدوم العديد من الأفراد خلال القرنين الماضيين من بلدان متجاورة مثل العراق والأحساء والبحرين وإيران, كذلك أقلية مسيحية وفد معظم أفرادها من البصرة, بالإضافة إلى تجنيس عدد من الوافدين الذين قدموا إلى البلاد في الخمسينيات القرن الماضي والقادمين من فلسطين وسورية ولبنان, فلم يكن على هذا الأرض منذ ثلاثة أربعة قرون ونيف سوى أهل البادية أبناء كاظمة, وما وراء سور لا شيء يذكر, لا أود التطرق في هذا الصدد إلى الماضي, لطالما مورس تحطيم التاريخ في بلادي, مع ذلك جميعاً سائرين نحو الهوة.. فلا تستطيع هذا الأمة أن تبقى على قيد الحياة ونصفها من العبيد ونصفها الآخر من الأحرار.. أبراهام لنكولن.

لعل نموذجا مثل نموذج الولايات المتحدة, بوصفه مثالا من التاريخ المعاصر الحديث المعاصر, يمكن أن يكشف لنا بجلاء أن هذا القارة الشاسعة التي ظلت تعاني لعقود من العنصرية البغيضة بين الشمال والجنوب تمكنت في تحقيق القومية يضرب به المثال, وأن تتحول من مجرد جماعات متناحرة من المهاجرين والسكان الأصليين, إلى دولة عظمى, حين تأكد لها أن قوتها سوف تتحقق فقط بوحدتها, في تناغم الاعراق التي توافدت عليها منذ اكتشافها وحتي اليوم.

حينما نتأمل مفهوم التعددية يسقط مفهوم خلل في تركيبة السكانية, فلا وجود لهذا الاختلال ديموغرافي, من خلال العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية, لتدرك قيمته الإنسانية, وجوهرها مُراد العقلاء, وقد جاء في الذكر الحكيم ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقناكُم مْن ذكَر وأُنثى وَجَعَلْناكَمْ شُعُوبًا وَقَبَائلَ لتعَاَرفُوا إِنَّ أكْرَمَكمْ عِندَ الله أتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) سورة الحجرات, آية رقم 13 صدق الله العظيم.

في الختام من يريد نصرة قضية من قضايا الوطن العربي فليبدأ بقضيته, عدا ذلك, عبدالله عطاالله موجود في معتقل لأن الظلم موجود هنا.

الآن - رأي: أحمد سالم نعيم

تعليقات

اكتب تعليقك