رسالة إلى سمو الأميرة بسمة آل سعود - يكتبها أنور الرشيد

زاوية الكتاب

كتب 5420 مشاهدات 0

أنور الرشيد

سمو الأميرة بسمة آل سعود بتحية الإسلام و الإنسان ابدأ رسالتي لكِ راجيا من الله عز وجل أن تصلك و أنتي بموفور الصحة والعافية.
سمو الأميرة اسمحي لي بأن أتخاطب معكِ عبر هذه الوسيلة العامة علها تستطيع أن تصل لكي في ظل زحمة مشاغلك وارتباطاتك .
سمو الأميرة بسمة أل سعود بما أنكِ أصبحتِ شخصية عامة تُطل علينا عبر القنوات الفضائية بين آن وأخر نستمتع برأيها ، وبما أنكِ من الأميرات القلائل اللاتي يشاركن شعوبهم همومهم من خلال أبداء الرأي بما يحدث بالشأن العام وأصبحتِ شخصية عامة تخوض بالشأن العام ، بذلك يكون من حق المتلقين أن تسمعي رأيهم برأيك والمعروف عنك سعة الصدر وتقبل الرأي الأخر.
سمو الأميرة لقد أطلعتُ على لقائكِ في إحدى القنوات الفضائية واستمتعت بكل حرف ذكرتيه وقُلتيه وسُعدت بأن يكون لدينا في الخليج أميرة تتحدث بهذه الطلاقة والثقة ، ولكن لفت نظري اتهامكِ لشخصيتين خليجيتين لهما كل التقدير والاحترام بين شعوب الخليجي ، لما لهُما من مواقف إنسانية وسياسية وبلاغة بالحجة وشجاعة بقول الرأي ، وكلاهما ذاق طعم الاعتقال والسجن وهما الكويتي مسلم البراك والسعودي وليد ابوالخير الذي لازال بالسجن ، هاتان الشخصيتان يا سمو الأميرة اتهمتيهُما بارتباطهما بأجندة خارجية ، طبعاً أنا شخصيا سمعت هذه الحجة أكثر من مليون مرة ودائما تقال لمن هو معارضاً للسياسات الحكومية أو ناشطاً حقوقياً حتى أصبحت هذه التهمة من لا تهمة له ولم تعد تُقنع أطفالنا فما بلك يا سمو الأميرة بمُحللينا والمراقبين الدوليين حتى أصبح أصدقائنا في الغرب يتندرون علينا ، وبما أني أُمن بحرية الرأي والتعبير فلاشك بأن هذا رأيكِ ونحترمه ، ولكن من حقي كمواطن خليجي مُتلقي لهذا الزعم والاتهام أن اطلب منكِ أن تُباشرينني بما يثبت ذلك لكي أقوم بتقديم شكوى ضدهم لأنهم يُسيئون لسمعة دولتين خليجيتين عزيزتين علينا وسأقف ضد كل من يحاول المساس بهما وبأمنهما.
سمو الأميرة أنا اعرف وأدرك بأني أخاطب أميرة لها شأن كبير وقد ينتهي أمري بشكل أو أخر ، وبما أني مُأمن بالقضاء والقدر وبما كتبة الله سبحانه و تعالي علينا ، فأني توكلت عليه بقول كلمة الحق التي أرجو أن تصلك دون تشويه و تحريف .
سمو الأميرة المؤكد لدي قناعةً بأن ليس أنتي فقط وإنما كل الأسرة الخليجية الحاكمة تعيش بحالة Denial أو Rejection of reality وهي حالة رفض تصديق الواقع وتتمسك بالماضي، نعم هذه حقيقة يا سمو الأميرة و واضح جداً هذا الشعور لديكم من خلال السياسات التي يتبعونها.
سمو الأميرة أنتم غير مُصدقين بأن قبل خمسين عاماً كان عدد خريجي الجامعات والمتعلمين في كل دول الخليج يُعدون على أصابع اليد الواحدة ،أما اليوم فهم يقفون بطابور البطالة فيهم الأطباء والمهندسين ومن كل التخصصات العلمية والأدبية ، ترفضون كأسر حاكمة اليوم بأن يكون هؤلاء المتعلمين خصوصا الذين تعلموا بالغرب بأنهم اليوم يقارنون بين معيشتهم بالحرية في الغرب وبين معيشتهم بدولهم التي لا تتسم بالحرية ولا بأي حق من الحقوق سوى حق الأكل والشرب والنوم وحتى هذا الحق يتم قطعه عنهم فيما إذا تجرئ وقال قول لا يعجبكم لا تتعجبِ ياسمو الأميرة فهذه حقيقة وأنتي تعرفينها بلاشك .
سمو الأميرة أنتم غير مصدقين بأن الثورة التكنولوجية الحاصلة الآن ثورة فتحت للشباب الخليجي أبواب كانت موصدة قرون طويلة وأصبحوا اليوم ينهلون منه كل ما يحتاجونه من معلومات كانت تصل لهم بالسابق أما تهريب عبر كتب ورسائل أو عبر النقل الشفوي وهذه التكنولوجيا أنهت ذلك وأصبح المواطن يتلقى المعلومة على الهواء مباشرة بدون فلتره ولا تمحيص ولا تدقيق ، وهذا أمر أيضاً أنتم مع الأسف ترفضون تصديقه ، لذلك جاء اتهامك لمسلم البراك ولوليد ابوالخير في هذا الإطار الضيق الذي تعتقدين بأنكِ الوحيدة الذي تملكين حق المعرفة به.
سمو الأميرة أعرف بأني أطلت عليكِ وأشكركِ لسعة صدركِ ولكن بأخر هذه الرسالة أرجو وأتمنى ناصا صادقا بأن تُعيدوا النظر بسياساتكم مع شعوبكم وأنظروا كيف تمكنت أسر مالكة حاكمة استطاعت أن تحافظ على عروشها عبر التفاهمات مع شعوبها قرون طويلة وستكون لأبد الآبدين ، أما أنتم يا سمو الأميرة وفي ظل هذه التغيرات التاريخية التي تحصل بالمنطقة ورفضكم للواقع ورفض التعامل معه كحقيقة لن يجنبكم الهزات التاريخية التي مرت بها أسر مالكة وحاكمة قبلكم ، والذي يجنبكم تلك الهزات التاريخية هو تقبل الواقع وما ستئول إليه الأوضاع ، فالتاريخ ياسمو الأميرة مليء بالحكم والعبر.
تقبلي فائق التحية والتقدير
أنور الرشيد
رئيس المنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني

الآن - أنور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك