أماني علي العدواني تكتب.. ' المواطن سعيد'

زاوية الكتاب

كتب 966 مشاهدات 0


يحكى أنه في زمان قريب ، وفي بلد غني وجميل وحبيب ، كان هناك مواطن اسمه سعيد، ذو حظ وافر وهدف سديد ، لم يخب ظنه يوما في البلد وأمره الرشيد، ولم يشعر قط بالإحباط والظلم الشديد ، ولم يسلب منه يوما حقاً ولم يذبح له حلما سعيد، سألوه يوما: كيف هي الحياة في بلاد السعادة يا سعيد؟....فأجاب : أحدثكم عن تكافؤ الفرص أم عن العدالة الاجتماعية، أم أحكي لكم عن ما نشعر به من استقرار نفسي وأمان معنوي. بداية من تعليم متقدم وتأسيس متمكن وبناء جيل قوي وواع،  فنحن لم نحتج يوما إلى صرف الأموال الطائلة على ما يسمونه دروسا خصوصية ،ولم نفكر يوما باللجوء الى المدارس الخاصة والتي سمعنا عنها كثيراً في البلاد المجاورة....تخرجت فالتقفتني أفضل المؤسسات الحكومية وفتحت ذراعيها لي تقديرا لكفاءتي واحتراما لموهبتي وتشجيعا لخبراتي بعيدا عن أي نزعة عنصرية وواسطة ومحسوبية ...تزوجت فإذا بالبيت يمنح لي وإذا بالقرض الميسر يصرف لي وإذا بجميع التسهيلات تقدم لي....مرضت فإذا بالمستشفيات المتطورة تستقبلني وإذا بالكادر الطبي المتميز يحتضنني...استدعت حالتي  علاجي خارج البلاد فإذا بالأوراق توقع لي وإذا بالموافقة تصدر لي بدون واسطة نائب أو صاحب منصب عالي...أعيش في بلد يكون فيه الاختلاف سياسيا كان أو اجتماعيا بقمة النضج والاحترام والرقي، فالأوضاع من حولي تدعو للراحة والسعادة وتحفز على الانتاج وتقدر الكفاءة ، في بلد من جد فيه فقد وجد ومن اجتهد فيه فقد حصد ... بلد تحكمه قيم اجتماعية وإنسانية راقية......... وفجأة وإذا بسعيد يستيقظ  من حلمه الوردي السعيد على صوت المنبه في بداية يوم جديد

كتبت: أماني علي العدواني

تعليقات

اكتب تعليقك