“داعش” مهمته الاجهاز على حلم الشعب السوري بالانعتاق من فاشية الاسدية.. هكذا يرى غسان المفلح

زاوية الكتاب

كتب 405 مشاهدات 0

غسان المفلح

السياسة

لماذا ضد التدخل التركي؟

غسان المفلح

 

بتاريخ 24 اغسطس الجاري استطاع الجيش الحر تحرير مدينة جرابلس السورية من قبضة “داعش”، بتمهيد ارضي تركي وغطاء جوي. هذا التدخل التركي المباشر أثار لدينا نحن السوريين معركة لفظية حامية الوطيس، اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بنيران هذه المعركة. تحرير جرابلس من “داعش” انجاز يحسب للجيش الحر ولتركيا، لان “داعش” مركب استخباراتي فاشي ما فوق دولتي، عابر للدول، احتلالي واستيطاني بشع. احتلالي لان قادته عموما غير سوريين، وخليفته عراقي ينام كل ليلة بحضن استخباراتي مختلف. رغبتي في التحرر من هذا المركب، لا تقل عن رغبتي من تحرير سورية من الاحتلال الاسدي. “داعش” مهمته الاجهاز على حلم الشعب السوري بالانعتاق من فاشية الاسدية. لا يهم من أسسه او موله او دربه. “داعش” وجه الرئيس الاميركي باراك أوباما الأكثر فاشية بعد الاسدية في تزمين الثورة السورية، وتأكيد أنها ليست أكثر من ملف أمني، يحتاج لادارة “سي أي ايه” و”اف بي أي”، من جهة أخرى التدخل التركي قطع الطريق على قيادة قنديل بمفاجأة لم تكن متوقعة. أولا على كذبة “روج افا” من جهة، وسحبت منها التلزيم الأميركي بمحاربة “داعش” من دون القضاء عليها. ما كانت تفعله قيادة قنديل تجهيز “روج آفا” لتكون قاعدة لوجستية من أجل كفاحها المسلح في تركيا، غير آبهة لا بالشعب السوري بكرده وعربه، ولا تريد ان تفك ارتباطها بمحور الممانعة. محور الممانعة هو الظهير الوحيد للقاعدة المسلحة الانتي تركية. من جهة أخرى قيادة قنديل لا تناضل من أجل حل القضية الكردية في تركيا، كما يتصور أهلنا الكرد، بل مشروع قنديل سلطة على الطريقة الاسدية في تركيا. حمراء من الخارج وبيضاء بنجمة معقوفة من الداخل. دليل بسيط ان حزب الشعوب الديمقراطي بزعامة صلاح ديمرتاش لا يشكل نوابه الكرد في البرلمان اكثر من ربع كتلته البرلمانية وما تبقى خليط يساري في جذره معاد للديمقراطية. الأرضية الديمقراطية متوفرة في تركيا من أجل نضال كردي تحرري سياسي وحقوقي. هذه الطريقة القنديلة استطاعت بتوفير قاعدة كبيرة لدى كرد سورية بقوة السلاح الاسدي منذ أيام الاب وحتى اليوم. تعتقد قيادة قنديل أن تلزيمها محاربة “داعش”، سوف يجعلها تفتك بكل المناطق العربية والكردية، المتاخمة للحدود مع تركيا، من أجل تجهيز هذه القاعدة اللوجستية. هذا مافعلته بتل ابيض وثم تل رفعت وبعدها منبج. كانت بصدد التقدم باتجاه جرابلس التي يسيطر عليها “داعش”. وصل الامر لتمرير هذا التلزيم من جهة والوقوف مع الاسدية من جهة أخرى إلى شيطنة الثورة والمجتمع السوري برمته عربا وكردا من الذين لايوافقوا سياساتهم. بعد ان حرروا 90 في المئة من محافظة الحسكة وابقوا على مربع امني للاسد. جاءت قضية جرابلس، لكن ما اود الإشارة له أن هناك كثرا من الأصدقاء الكرد للأسف، تماشوا مع لعبة قنديل في شيطنة الثورة والمجتمع السوري. رغم هذه الصورة القاتمة للشمال السوري بين “داعش” وقنديل، وإدارة دولية للصراع بطريقة خسيسة ودموية على حساب شعبنا السوري. جاء التدخل التركي في جرابلس ربما غير شيئا في المعادلة. لماذا كنت ضد التدخل التركي. أولا: لأن هذا التدخل جاء نتيجة لمعطيات داخلية تركية خاصة بعد الانقلاب الفاشل. ثانيا: يجب توضيح ان هذا التدخل محدود بحدود المساومات الدولية والإقليمية الرخيصة. ثالثا: الشعب التركي لا يستحق ان يتورط في صراع تتحكم فيه اطراف دولية أخرى، او ربما بجانب منه. الشعب التركي الذي قدم للسوريين ما لم يقدمه شعب في المنطقة. رابعا: التدخل في طرابلس جاء وكأنه معركة داخلية تركية. بين حزب العمال الكوردستاني- قنديل وبين الجيش التركي. خامسا: لماذا لم يتم دعم الجيش الحر سابقا بنفس الطريقة رغم معرفة تركيا بنوايا داعش وقنديل؟ سادسا: لا نريد ان تتحول جرابلس إلى قاعدة تركية في سورية، كالقاعدة الاميركية في القامشلي او الروسية في حميميم او الإيرانية في قلب الأسد. قاعدة تدير تركيا من خلالها سياساتها على الطريقة الروسية. يجب توضيح ذلك للسوريين. أوباما يريد توريط تركيا منذ زمن في قتال “داعش”، لماذا اليوم بالذات وافق الرئيس التركي؟ سابعا: التدخل بلا أفق واضح سيزيد من حالة الاتقان الكردي السوري مع العربي السوري، وهذا ما تريده قيادة قنديل وداعموها. يعني قاعدة في جرابلس وانتهى الامر وهذا هو المخيف في الواقع. مع ذلك علينا الانتظار قهرا، نحن السوريين على عالم كانت صورته نظام الاسد يقتل أطفالا بالكيماوي ويكافأ. الخاتمة الائتلاف في سبات ترويضي … كنا نتمنى ان يصدر عن الائتلاف ولو تقدير موقف عن الخطوة التركية يشرح فيها للسوريين ولو جانبا صغيرا لا نعرفه في هذه الخطوة. أما هيئة التفاوض تنتظر جنيف على احر من الجمر لكي نرى اشخاصها.

 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك