تطبيق القوانين وعدم الرضا بالظلم والعدوان الطريق للتقدم .. كما يرى وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 434 مشاهدات 0

د.وائل الحساوي

الراي

نسمات- أقوى رجل على الكوكب!

وائل الحساوي

 

حديث عجيب رواه مسلم في صحيحه عن «المستورد القرشي» أنه قال عند عمرو بن العاص رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تقوم الساعة والروم أكثر الناس» فقال له عمرو: أبصر ما تقول! قال أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لئن قلت ذلك، إن فيهم لخصالاً أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك».

المقصود بالروم في هذا الحديث هم الأمم النصرانية، وقد ذكر عمرو ما يتميزون به على غيرهم من الأمم ما يعطيهم القوة والانتشار!

استمعت لخطاب تنصيب ترامب بالأمس وقد تكلمت محطة الـ CNN عنه بأنه أقوى شخص على وجه الكوكب!

تفكرت في سر قوة هذا الإنسان ومتابعة العالم كله لحفل تنصيبه بإعجاب، بالرغم مما نعرف عنه من عنجهية وتكبر وغرور وعنصرية، فوجدت بأن سر قوته يكمن في قوة بلده الذي ينتمي إليه والذي حاز السبق على مستوى العالم علمياً وصناعياً وحربياً، وقبل كل ذلك نظامه السياسي الذي يعطيه القوة ويمنع كسر القوانين لمن يحاول ذلك كائناً من كان!

قارن ذلك بيحيى بن جامع رئيس غامبيا الذي أجرى انتخابات نزيهة في بلاده الأفريقية ثم لما فاز خصمه عليه تنكر له وأعلن حالة الطوارئ في بلاده بينما أقسم الرئيس المنتخب اليمين الدستورية في السنغال، وكان بن جامع قد أعلن بأن غامبيا ستطبق الشريعة الإسلامية العام 2015! وها هي الدول الأفريقية تستعد للتدخل العسكري في غامبيا من أجل تمكين الرئيس المنتخب مما أجبره على التنازل!

بالأمس انطلقت المظاهرات المناهضة لتنصيب ترامب في واشنطن العاصمة وكثير من المدن الأوروبية، ولكن ذلك لا يؤثر على ذلك النظام المستقر!

نقول ذلك الكلام ليس إعجاباً بذلك الرجل المغرور الذي يهدد بالتصدي لجميع دول العالم وطرد المسلمين من بلاده وتحويل سفارة بلاده إلى القدس ودعم الكيان الصهيوني بكل وسيلة!

ولكن نقولها لنخاطب أولئك الحالمين من المسلمين الذين يريدون أن يغيروا وجه العالم وإعادة العزة للإسلام عن طريق تنصيب المخبولين من أمثال أسامة بن لادن وأبي بكر البغدادي الذين لا يملكون غير السيارات المفخخة والتفجيرات وقتل الناس لكي يقيموا دولتهم الممسوخة!

إذا كان هؤلاء لم يدرسوا سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ويتعلموا منه كيفية إقامة دولة الإسلام فعلى الأقل عليهم أن يعملوا عقولهم ليفهموا أسرار القوة والتمكين بدلاً من ذلك التخبط الرهيب الذي يكلف الأمة الإسلامية الكثير لكي تدرك بأن الأحلام لا تبني القصور وأن التخبط لا يصنع الحضارة!

أن أمتنا الإسلامية أمة عظيمة ومستقبلها مشرق بإذن الله، ولكن لا بد لنا من الأخذ بالأسباب وأهمها الوحدة والتعاون، والحرص على تطبيق القوانين وعدم الرضا بالظلم والعدوان، ولا بد من السعي لتطوير بلادنا علمياً واقتصادياً وصناعياً والتوقف عن دعم الفساد ورعاية المفسدين!

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك