القليل من الوزراء من يعرف قدره وقدر السلطة التي أعطيت له.. هكذا يرى صلاح العتيقي

زاوية الكتاب

كتب 510 مشاهدات 0

د. صلاح العتيقي

القبس

القانون والثور

د. صلاح العتيقي

 

لقد مر على الكويت أكثر من ثلاثين وزارة منذ الاستقلال، في هذه الأثناء تعرفت على الكثير من الوزراء عن قرب ورصدت التحولات التي تطرأ على بعضهم، فوجدت مع الأسف القليل منهم من يعرف قدره وقدر السلطة التي أعطيت له، ويتصرف على أساسها بحيث يفرض نفسه وآراءه على المحيطين به وعلى عمله كرجل دولة. عرفت وزراء يلاحقون الصحافة يوميا، وماذا تقول عنهم وعن انجازاتهم ولو لم يكن لهم إنجاز واحد، عرفت وزراء يرعبهم استجواب نائب لدرجة أنه ليس لديهم مانع من مخالفة القوانين لإرضاء هذا النائب او ذاك. تتعجب أحيانا كيف وصل هذا الإنسان إلى سدة المسؤولية؟ لا أحد يدري! قد تكون صدفة وقد يكون لاسم العائلة دخل في هذا التوزير او إرادة إلهية أو قضاء وقدر.

عاصرت أحدهم له أفكار غريبة، فهو يُؤْمِن بأن القانون هو طوق النجاة لأخطائه، وهو لا يعني القانون الذي نحتكم إليه، ولكن الذي يفصل حسب الطلب، حين أتى إلى الوزارة لم يكن هناك وكيل مساعد للشؤون القانونية فسعى لتعيين أحدهم وأحضر عددا من المحامين لمساعدته، ومن يومها أصبحت جميع القرارات التي تصدر من الإدارات المختلفة لا بد أن تمر من الإدارة القانونية لإجازتها، توقفت الأعمال وتعطلت المصالح والمشاريع، وأصبحت الوزارة تخسر القضايا المرفوعة ضدها لتعقد الإجراءات وعدم صرف المستحقات المالية في مواعيدها، كل ذلك لتفرد وعدم كفاءة هذا الوكيل وطاقمه، لم يهتم الوزير بهذه الخسائر مادام هناك إدارة تدافع عنه بالحق والباطل، وتفسر القانون حسب أهوائه، كان يردد أمام المقربين أنه قد قرأ أن القانون كالثور الذي ينطح كل من يعترض طريقه من دون تمييز.. إذا كُتب شيء في الصحافة عن وزارته وأدائه ثار وأزبد، وطلب من الإدارة القانونية الرد قبل التحقق مما قالته الصحيفة. حين خرج من الوزارة بتعديل لم تهتم الصحافة بخروجه كما لم تهتم بدخوله، فالصغار ليس لهم مكان في عالم الشهرة.

* * *

في شهر أكتوبر الماضي، كتبت مقالة في جريدة القبس بعنوان «شخصيات لا تُنسى»، في مقدمة المقالة أثرت سؤالا هو: هل تكريم الإنسان المميز في حياته أفضل من تكريمه بعد مماته؟ حيث إن هناك شخصيات لها بصمات واضحة على البلد ولا نتذكرهم إلا بعد وفاتهم، وذكرت بعض الأسماء التي يجب تكريمها في مختلف المجالات، ومنها المرحوم عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج، ولكن مع الأسف لم أجد صدى لهذا النداء. أرجو من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن يضع قائمة بأسماء من خدموا البلد بإخلاص حتى يتم تكريمهم في حياتهم، فهل نفعل؟

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك