سمران يحييكم ويرد على افتراءات المعلقين دفاعا عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب

زاوية الكتاب

كتب 2603 مشاهدات 0




سمران يحييكم
محمد بن عبدالوهاب وافتراءات المعلقين!
كتب عبدالله المطيري

أقسم بالله العظيم، الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، أن الله لو أحيا عظام الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب وهي رميم، ثم أعاده إلينا وقال ابن عبدالوهاب للعالمين: لا تتبعوني واهجروا ما دعوت إليه، لاتبعناه غير آبهين، وغير خزايا بإذن الله ولا محرومين، نعم سنتبع كل ما دوَّنه حذو القذة بالقذة، فما جاء ابن عبدالوهاب إلا بالتوحيد، وما دعا إلا للتوحيد، وما كتب وخط بيده وصدع على لسانه إلا التوحيد، وما جاهد إلا من أجل التوحيد، الغاية الحقيقية للخلق والعلة التي وُجدوا من أجلها وغفلوا عنها وهو حق الله على العبيد، وعن التوحيد لن نحيد.
إنه محمد بن عبدالوهاب الذي إن ذكرناه وجئنا بسيرته قلنا:
حسدوا الفتى إذ لم يكونوا مثله
فالقوم أعداء لهُ وخصومُ
نعم يا رفاق، إنهم أعداء لهُ وخصومُ، فالخصم حينها لا يتورع عن اتهام خصمه بأي تهمة مهما كانت ، فقاموا بتسمية دعوة محمد بن عبدالوهاب بالدعوة الوهابية لسببين:
الأول: لكي يعتقد الجميع بأن دعوة الشيخ ليس لها علاقة بالإسلام، بل هي دعوة وهابية بعيدة عن أصل الإسلام ومنبعه وتسميته.
الثاني: نسبة لمذهب الخوارج الوهابية الرستمية الأباضية، الفرقة التي خرجت في المغرب العربي، المنسوبة إلى عبدالوهاب بن رستم المتوفى سنة 197 هجري، فوجدوا في تلك الفرقة الرداء واللباس الجاهز الذي ألبسوه دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، إذ أن تلك الفرقة الخارجية أذاقت المغرب العربي المر والزقوم.
وقد أنزلوا الأكاذيب على الشيخ محمد بن عبدالوهاب، حتى استحى الشيطان من كذبهم واعتذر ! وردد هذه الأكاذيب البعض بعد مقالة للأخ بسام الفهد كاتب جريدة الوطن غفر الله له ولوالديه التي ذبَّ فيها عن الإمام وذكر مآثره، فأتى المعلقون في جريدة الآن الإلكترونية والوطن الإلكترونية فقالوا بأن شقيقه سليمان بن عبدالوهاب قد حاربه وناوءه، وذلك من باب أن أقرب الناس للشيخ قد طعن بهِ وبما يدعو إليه ! والفرية المشهورة على الشيخ أنهم نسبوا لأخيه رسالتين، الأولى الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية، والثانية فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبدالوهاب، والمتتبع لتلك الرسالتين يعلم بأنهما كذب صريح وافتراء مبين، فمصطلح الوهابية لم يندرج ولم يظهر إلا بعد موت الشيخ محمد بن عبدالوهاب بسنين عديدة ! فكيف يعنون سليمان بن عبدالوهاب الكتاب بعنوان الرد على الوهابية ولم تشتهر دعوة الشيخ بذلك الاسم في حينه ؟ ثم إن كلا الشيخين سليمان ومحمد دفنا في الدرعية والتزم سليمان دعوة محمد ( وهذا ما سأدلل عليه لاحقا )، وأيضا ألا تتساءلون معي كيف يطلق سليمان بن عبدالوهاب نعت وهابية وكلاهما ينتسب لنفس الأب عبدالوهاب ! سبحانك ربي هذا بهتان عظيم ! كما أن الرسالة الأولى ( فصل الخطاب ) هي كلام منقول بالنص لبعض خصوم الشيخ كابن جرجيس والحداد، ولا ناقة ولا بعير لأخيه سليمان بن عبدالوهاب بتلك الأكاذيب والإفتراءات البتة.
 بل إنَّ في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد لعثمان بن بشر المتوفى سنة 1290 هجري ذكر ابن بشر أن محمد بن عبدالوهاب أرسل منكرا على أخيه سليمان بعض الشبه التي يلقيها على العامة، فكان الرد من أخيه سليمان هو الاعتذار، وهذا في المجلد الأول صفحة رقم 65، فكيف بمعتذر وراجع للحق يهاجم ويؤلف ويكتب ضد من اعتذر إليه ورضي بالحق منه !
 والمختصر أن سليمان شقيق الإمام كان كباقي العلماء ممن أرادوا استبانة الحق وتوضيحه، فلم يكن من الأعداء ولم يكن من الخصوم لكي يؤلف ويدون ضد الإمام محمد بن عبدالوهاب، بل طلب التوضيح منه فأفاء عليه وبيَّن له الحق فرجع إليه وذكر ذلك سليمان بن عبدالوهاب رحمه الله صراحةً برسالة مدونة في كتاب مصباح الظلام لعبداللطيف بن عبدالرحمن صفحة رقم 104.
وأقول كما قال الشيخ عمران بن رضوان من مدينة لنجة بإيران:
إن كان تابع أحمد متوهبا
فأنا المقرُّ بأنني وهابي
أما الذين أثنوا على الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب فهم أعلام الإسلام وأدباء ومفكرون في حينه ومن جاء بعده، فمنهم الإمام الصنعاني والإمام الشوكاني وعلامة العراق الآلوسي والأمير شكيب أرسلان ومحمد حامد الفقي وعبدالمتعال الصعيدي وطه حسين حيث ذكر بالنص ( إن هذا المذهب الجديد قديم معنى، والواقع أنه جديد بالنسبة إلى المعاصرين، ولكنه قديم في حقيقة الأمر، لأنه ليس إلا الدعوة القوية إلى الإسلام الخالص النقي المطهر من شوائب الشرك والوثنية، هو الدعوة إلى الإسلام، كما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم خالصا لله، ملغيا كل واسطة بين الله وبين الناس) ثم ختم كلامه فقال (من المرجو جدا أن يوحد هذا المذهب كلمة العرب في القرن الثاني عشر، والثالث عشر الهجري، كما وحد ظهور الإسلام كلمتهم في القرن الأول) وهذا نقلا عن كتاب (محمد بن عبدالوهاب) لأحمد عبدالغفور، وهناك غيرهم كثير، وأحيلكم إلى كتاب جمع أقوال العلماء في الثناء على محمد بن عبدالوهاب وبيَّن عقيدته مفصلة ودعوته ومآثره رحمه الله ، وهو كتاب (الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه).
لقد قدَّم محمد بن عبدالوهاب للإسلام خلاصة جهده وجهاده، وإن له حق علينا وجب أن نؤديه، فالذود عنه ليس لشخصه فحسب، بل للحق الذي جاء بهِ، وأي حق يا قراء! إنه التوحيد ، فرحم الله الشيخ رحمة واسعة، وسمران يحييكم.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك