سهر يطالب الشيعة بالتصدي لياسر الحبيب

زاوية الكتاب

كتب 5249 مشاهدات 0

عبدالله سهر

ياسر الحبيب في مواجهة الشيعة

أرى من الحق القول بأن ملة المتعصبين واحدة، وفريق أهل التفرقة واحد حتى لو اختلفوا فيما بينهم، وأرى كذلك من الحق ان يمتلك أهل الرأي الجرأة في ترجمة شعارات الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والفئوية بكافة أنواعها ومصادرها. ان الاستجابة لخطاب صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، وترجمة الدعوات المتكررة لرجال ونساء السياسة والفكر والثقافة بضرورة التصدي لكل من يعكر الوحدة الوطنية يحتاج الى عمل صادق لا شعارات أو أقوال غير موزونة لا تتصف بالاستقامة حيث تشوبها الازدواجية والتناقض فيما تنطلق منه جراء نظريات عوراء. لذلك كله أرى من الضرورة ان يتصدى الشيعة للمنكر الذي يطلقه ياسر الحبيب قبل ان يتصدوا أو يرصدوا المتعصبين الآخرين الذين يرمونهم بالكفر والسب والتخوين. ان ياسر الحبيب قد مسَّ عرض رسول الله من خلال اعتدائه الصريح والمستهجن على أم المؤمنين عائشة، وكما نفهم الاسلام ان المساس بعرض رسول الله هو مساس بعرض جميع المسلمين شيعة وسنة، وعلى هذا الحال فان خلط بعض الشيعة أفعال ياسر الحبيب بغيره من المتعصبين الذين يتطاولون عليهم بحجة «شمعنى» ياسر ولماذا عثمان الخميس لا يطوله شيء على سبيل المثال هو قول ليس فيه رجاحة عقل ولا استقامة في الطرح.ان منهج الاعتدال يفرض على كل فرد ان يبحث عن العدالة والاستقامة بغض النظر عن شنآن الآخرين بحيث لا يقرن الجرائم مع بعضها البعض حتى يسقطها عن الكل، لذلك فكلمة «شمعنى» هذا وليس ذاك ليس لها محل من سلامة العقل ورجاحة المنطق، بغض النظر عن هذا الذي يشتم الشيعة أو يكفرهم وبغض النظر عن طريقة التعامل معه وحتى لو افترضنا ان فيها ازدواجية أو مهادنة فلا يجوز ان تسقط تهمة الفعل المشين عن ياسر الحبيب المعجون بالسوء والظلامية. ان هذا الذي يدعي المشيخة الهلامية وهو في ضباب لندن لا يعير أي اهتمام لكل من يخالفه وليس لديه الا نهج السب والشتم والتطاول سواء كانوا من السنة والشيعة فمثلما تطاول على أم المؤمنين تطاول على الشيخ الشعراوي ثم تطاول على السيد محمد حسين فضل الله حيث قال عنه انه ليس بعالم واعتبره أحد فرقة «البترية». البترية كما يعرّفها ياسر الحبيب هي الفرقة التي تخلط بين الولاية لأهل البيت والولاية لأعدائهم، وهذا لعمري قذف وخلط وجهل عظيم. ان السيد محمد حسين فضل الله الذي تغطي كتبه طول ياسر الحبيب عشر مرات مضاعفة له من العلم والحلم ما يجعله في مصاف العلماء الكبار في قرننا الحالي.وعلى الرغم من ذلك فالسيد فضل الله رحمه الله غير مرتفع عن النقد العلمي، ولكن ان يتم التطاول عليه فهذا انتهاك غير مقبول. من العجب ان يتوالى على عصرنا من يدعون المشيخة ويغتصبونها ويظل أهل العلم ساكتين. اني بالفعل أتعجب من صمت بعض علماء ومشايخ الشيعة وتحديدا في الكويت عما يروجه ياسر الحبيب مصورا ان ذلك في صلب عقائدهم. وعلى الرغم من تصدي البعض من شخصيات الشيعة لما تقولًّه ياسر الحبيب على عقائد الآخرين سواء من السنة أو الشيعة، الا ان ذلك ليس كافيا.ان علماء الشيعة وأعلامهم مطالبون باعلان استنكارهم لما يدعيه هذا المدعي للمشيخة. ان عقدة البعض في ان ذلك الاستنكار قد يقود الى اعتقاد بعض الخصوم ان ذلك يمكن ان يعطي صورة لجلد الذات أو ان يكون من باب البرهنة على وطنيتهم، هو اعتقاد غير صحيح تماما، فحب الوطن لا يمكن رهنه في مخيلة البلهاء الذين يحسبون كل صيحة عليهم. وبناء عليه، فان حب بعضنا البعض فيما يسمى بالقالب الوطني الواحد يتطلب رفض جميع الممارسات والأقوال مهما كانت مصادرها وحتى لو كان ذا قربى. المشكلة الحقيقية تتمثل في اننا لا نسلط الضوء على الأغلبية، بل دائما نتابع ما تقوم به الأقلية، ومن المؤسف جدا ان هذه الأقلية هي التي تسيطر على المشهد، لذلك فان مسألة التصدي لهم وتعريتهم تحتاج الى شجاعة وصبر وجلد وذلك لامتلاك أعضاء هذه الأقلية صوتا مرتفعا ونشاطا غير منقطع يجعلهم ينالون من كل من يقف ضدهم أو يخالف آراءهم البالية المنحرفة المتخلفة، ولكن «العاقبة للمتقين».

مع
أن الوحدة الوطنية تتطلب ان يتصدى للمعتدي من هم أولى به وأقرب حتى لا يتم اسناد التهمة الحاضرة بالطائفية أو الفئوية لكل من ينتقد الآخر. ان ما يلهب الموقف هو استغلال هذه المهاترات من قبل بعض تجار الدين ومراهقي السياسة المتعصبين.وبمعنى آخر نتمنى ان يبتعد البعض عن المزايدات وأن يبتدئون أولا بأنفسهم وأهليهم اعمالا لقوله تعالى {قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة}.

ضد
ان المسألة ليست خاصة بياسر الحبيب أو أي فرد آخر، انما المسألة يجب ان تعالج في أطر مؤسسية وأهلية أوسع.ان ازدواجية الخطاب والصيحات التي تنطلق من هنا وهناك هي التي تجعل الوضع أكثر احتقانا، لذلك نحن بحاجة الى عقلاء وليس لبلهاء في معالجة الخطاب العام.ومن لا يستطع شجب قول من يسب المواطنين الشيعة لا يحق له استنكار ما ينطق به ياسر الحبيب والعكس صحيح.

الوطن-عبدالله-سهر-مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك