من ينكر بصمات شريحة 'التجار' في تاريخ الكويت فهو جاحد وناكر الجميل، عبدالهادي العجمي مستغربا فتح ملف قانون غرفة التجارة في هذا الوقت!!

زاوية الكتاب

كتب 1840 مشاهدات 0



 
ماذا بعد الهجوم على «الغرفة»؟!
 
الجمعة 22 أكتوبر 2010 - الأنباء
 
عبد الهادي العجمي

تابعت ما يطرح على الساحة السياسية من شد وجذب حول موضوع غرفة التجارة، وأنا بالطبع لا ناقة لي ولا جمل في عالم التجارة، الا انني لي رأي في هذا الموضوع فمن تقبله خير وبركة، ومن لا يقبله فعلى المتضرر اللجوء الى القضاء! مثلما يحدث هذا الايام.
رجالات الكويت من الرعيل الاول لم يدخلوا الجامعات ولم يتعلموا حتى في معاهد، الا انهم كانوا ومازال بعضهم القدوة والنموذج والمثال والشخصية التي تحتذى، فقد بنوا الكويت وخططوا مشاريعها ولم يكونوا مهندسين، ووضعوا المستقبل الصحي والطبي وبنوا المستشفيات ولم يكونوا اطباء وبنوا المدارس التي تحولت فيما بعد الى جامعات ووضعوا البنى الاساسية وخططوا لكل شيء، كانت تجمعهم وتدفعهم وتشحذهم محبتهم لهذه الارض الطاهرة واخلاصهم لها، يدفعهم ولاؤهم ويحاسبهم ايمانهم ويدقق حساباتهم ضميرهم ودينهم، هذا الرعيل من التجار كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في أن تصل هذه الدولة الصغيرة في حجمها الفقيرة في مواردها الكبيرة من هؤلاء الرجال الى مصاف اكبر وارقى واغنى الدول، فقبل ظهور النفط الذي هو الآن مصدر قوتنا لا يذكر عمل تطوعي او بناء مسجد او مدرسة و..الخ في مجال الإنفاق والعطاء الا وكان اسم احد التجار الشرفاء واكررها الشرفاء وأضع تحتها مليون خط مرادفا له ولا عجب ان تنهض الدولة الحديثة على ايديهم فالكويت من ابرز الدول الاسلامية والعربية التي عنيت بالعمل الخيري والفكر التطوعي في مرحلة مبكرة حيث بدأ العمل فرديا كُرّست من خلالها علاقات الود والتراحم والتضامن والتكافل بين ابناء الشعب الكويتي، والكويت بحكم موقعها الجغرافي على طريق بحري معروف منذ القدم ثم بحكم اتصالها بقوافل الصحراء كانت مؤهلة لان تحتل مركزا تجاريا هاما منذ نشأتها حيث كان يعتمد الى حد كبير على التجارة العابرة (الترانزيت) وكان غالبية سكانها من التجار الذين يعملون في ميداني التجارة المحلية والخارجية ويملكون المئات من السفن الخشبية الكبيرة والصغيرة.

احبتي الحديث قد يطول ويطول لا يمكن ان يختزل في مقال بل يحتاج الى مجلدات حتى نعطي كل ذي حق حقه، لكن الذي اود ان اقول انه من المستغرب ان يفتح ملف غرفة التجارة في هذا الوقت بالذات مع انها تأسست منذ 1959 اي قبل ولادة الدستور بثلاث سنوات ويتم طرحه بهذه الطريقة على الملأ، أليس من الافضل معالجة هذه القضية في الغرف المغلقة بعيدا عن وسائل الاعلام خاصة انها تمس شريحة من التجار بصماتهم واضحة في تاريخ الكويت ومن ينكر ذلك فهو جاحد وناكر للجميل بدلا من نشر غسيلنا ونصبح اضحوكة بين الدول؟!

والله المستعان.


 

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك