عن أسباب المقاطعة الشعبية والنيابية.. يكتب فواز المطرقة

زاوية الكتاب

كتب 769 مشاهدات 0


عالم اليوم

رأي الأمة  /  أسباب المقاطعة الشعبية والنيابية

فواز الملفي المطرقة

 

بداية لايفوتني أن اتقدم بالتهنئة للشعب الكويتي وللأمتين العربية والإسلامية بشهر رمضان المبارك داعياً المولى عز وجل أن يكون شهر خير وبركة على الجميع.

بعد ذلك أتطرق للصراع السياسي الفريد الذي تعيشه الكويت، بين تخبط وإهدار للمال العام وأيضا لمقومات إنشاء الدولة الحديثة، وتوقف شبه تام لبرامج التنمية على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها كثير ... يعيش أبناء الكويت هذا الحال.

وبعد صدور قرار المحكمة الدستورية بحل مجلس الأمة وتحصين مرسوم الصوت الواحد، وتمت الدعوة لانتخاب مجلس جديد للأمة وفق المرسوم رقم 158 لسنة 2013، وهو المرسوم الذي تم الطعن فيه من عدد من الشخصيات لانعدامه ولصدوره من وزارة لا تملك الصفة الدستورية.

هكذا تعيش الكويت في دائرة مفرغة ...

في ظل الصراع السياسي  هذا تناست الحكومة قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} ومع هذا وذاك يقف عامة الشعب موقف الحائر، أصوات تنادي بالمقاطعة وأخرى تنادي بالمشاركة، لكن التوجه العامة ووفق رؤية خاصة تتجه نحو المقاطعة ... المقاطعة الشعبية وأيضا النيابية.

فما هي أسباب الدعوة للمقاطعة وما هي مبررات المقاطعين؟

للمقاطعة أسباب عدة يأتي على رأسها انعدام الثقة بين أبناء المجتمع الكويتي والقائمين على العملية اللانتخابية والمشرعين لها ولعل انعدام الثقة قد توطدت أركانه كنتيجة طبيعية لما شهدته السنوات الأخيرة من حالات كثيرة كثيرة لحل مجالس الأمة وعدم اكتمال الفترات القانونية له، ما أوجد حالة من الريبة وعدم الارتياح واعطاء الفرصة لأعضاء مجلس الأمة القيام بدروهم التشريعي والرقابي، وأيضا كثر حل الحكومات فمند عام 1996 لم تمض حكومة مدتها القانونية، ولا شك أن ذلك ترتبت عليه آثار شديدة سلبية انعكست ولا سيما توقف عجلة التنمية، وإهدار أموال طائلة في العملية الانتخابات من حيث الإعداد والدعاية وغير ذلك.

سبب آخر تقسيم الدوائر الانتخابية وفق قاعدة الصوت الواحد وهو ما يرفضه أبناء الشعب الكويتي بشكل عام، وقد كان لتحصين المحكمة الدستورية لهذا النظام الانتخابي آثار متباينة من المواطنين، حيث اعتمد قرار المحكمة الدستورية على تطبيق هذا النظام في دول مختلفة ناسية ما للمجتمع الكويتي من خصوصيات متفردة من حيث التركيب السكاني والجغرافي والطائفي أيضاً.

والكل على يقين من أن تغيير نظام التصويت الانتخابي الجديد هو بدافع منع وصول أي أغلبية اصلاحية لمجلس الأمة والصوت الواحد لايعطي الناخب حرية اكبر بالاختيار ما انعكس على الغضب الشعبي بالمشاركة 

سبب ثالث وهام هو إجراء الانتخابات القادمة في شهر رمضان المبارك وهو شهر العبادة، وفي جو حار وقاسي، وهي المرة الأولى في تاريخ الكويت التي تعقد في الانتخابات خلال الشهر الفضيل، والمخاوف في ذلك متعددة وكثيرة يتأتيى بعضها من أن قانون الانتخابات قد حدد فتح باب اللجان من الساعة الـ 8 صباحاً حتى الـ 8 مساء أي بعد الإفطار بساعة واحدة فقط، ومن المعلوم أن آخر ساعة دائماً هي الساعة الحاسمة في عملية التصويت وفي الغالب ما يكون الإقبال فيها كثيفا.

فهل ينشغل الناس بالتصويت أم يؤدون ما أمرهم الله من أمر دينهم؟ وهو سبب عائق وشاق افتعل لإضعاف المشاركة الحرة

إن أسباب المقاطعة الشعبية والنيابية متعددة ومنها محاربة وتصدي بغير حق من الحكومة لكتلة الأغلبية لكن ما تقدم كفيل بأن يعيد أصحاب القرار التفكير والتمعن في الأمر السياسي من جميع النواحي، فالكويت تحتاج إلى تكاتف وتعاضد لا إلى تفكك وتناحر سياسي لا داعي له، إن الكويت وأبناءها في حاجة إلى السير في ركب التنمية بدلاً من الجدال العقيم فيما لا يفيد ، لذلك يجب المراجعة  وهو أمر ملّح تستدعيه الضرورة، ويحث عليه الواجب الوطني.

حفظ الله الكويت وأهلها من كل سوء والله الموفق.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك