عبدالله المسفر يطالب بوقفة في وجه معدلات الجريمة المخيفة
زاوية الكتابكتب أغسطس 6, 2007, 11:22 ص 526 مشاهدات 0
ارتفاع معدل الجريمة.. هل من وقفة حقيقية؟
كتب عبد الله المسفر
قبل غزو الكويت من قبل جار الشمال المعتدي.. كانت المفاهيم مختلفة تماما في
الكويت.. وكانت الحالة الأمنية مثالا يحتذى في أي مكان في العالم.. لم تكن
الكويت تعرف السرقات والقتل وحوادث الاغتصاب وترويج المخدرات.. وقلما قرأنا
في الصحف عن حادث من هذا النوع.
الناس في الكويت مواطنين ومقيمين كانوا يعيشون في هدوء وسلام.. تستطيع أن
تغادر منزلك وبابه مفتوح وأنت آمن على أولادك وزوجتك.. تستطيع أن تترك سيارتك
وأبوابها مفتوحة والمفتاح في داخلها وبها حقيبتك التي ربما تحتوي على مبالغ
كبيرة.
الحياة كانت مختلفة تماما وقد عايشنا هذه الفترة ونشهد عليها ويشهد عليها كل
أبناء البلد الذين عاشوا تلك المرحلة الآمنة.. ولكن بعد الغزو اختلفت
المفاهيم.. واختلفت طباع الناس مواطنين ومقيمين.. فالمواطنون تأثروا بشكل
كبير بالغزو.. وبتلك الصدمة التي كانت مفاجئة لهم.. وأصبحنا نقرأ في الصحف عن
هذا الذي يعتدي بالسلاح على آخر لمجرد أنه طالعه (خزه) ونقرأ عن هذا وابن عمه
اللذين اعتديا على آخر لانه لم يفسح لهما الطريق.. وعلى صعيد الوافدين بعد أن
كان الوافد مثالا يحتذى في الصدق والأمانة والالتزام.. خربت ذمم كثير من
الوافدين من كافة الجنسيات وأصبح من الصعب أن تأمن لهم على مالك وعرضك
وحياتك.
ارتفاع معدل الجريمة في الكويت ظاهرة ليست بالجديدة لكنها معروفة وملحوظة منذ
سنوات ولكننا لم نواجهها بالشكل الواجب.. ولم نحارب اسبابها لنجتثها من
أساسها.. بل أن هناك من يعمل على زيادتها بغير قصد كالصحف مثلا.. فقد ثبت
علميا أن الكتابة عن الجريمة وقراءة الناس لهذه الجرائم تحفزهم للقيام بأعمال
مشابهة.. ومعروف أن نسبة ارتفاع تعاطي المخدرات من أسبابها الرئيسية قراءة
الناس عنها في الصحف ومن ثم محاولة تجربة هذه الآفة بغرض المتعة.
هناك أسباب كثيرة ساهمت في ارتفاع معدل الجريمة بهذا الشكل المخيف في مجتمعنا
علينا أن نتصدى لها بكل حزم وأن نتيقظ حتى لا نصل لمرحلة أسوأ مما نحن فيه
الآن.. ارتفاع معدل الجريمة في رأيي بين المواطنين له أسباب تحتاج لوقت في
حلها وهي أسباب اجتماعية.. و على مؤسسات المجتمع المدني دراستها وبحثها
والعمل على حلها..
أما أسباب ارتفاع معدل الجريمة بين الوافدين فأسبابه تتلخص بشكل بسيط في
تجارة الاقامات.. وفي رأيي المتواضع أن تجارة الاقامات هي أساس مشاكلنا هنا
مع الوافدين.. فالوافد الذي أتى لبلادنا وقد دفع كل ما يملك ليعمل ويجد عندما
يصدم بالواقع ويقع تحت طائلة البطالة يكون مهيئاً لفعل أي شيء- سرقة- اغتصاب-
قتل.. ويكون في هذه الساعة فريسة سهلة للشيطان الذي يلعب به كيف يشاء.
مطلوب من وزارة الشؤون التعامل بشدة ويقظة مع الشركات التي تتاجر بالاقامات..
كما أنه مطلوب من أجهزتنا الأمنية أن تضرب بيد من حديد على كل من تسول له
نفسه أن يعبث بأمن البلاد مع مراعاة العدل وحفظ حقوق المظلومين لأن المظلوم
قد يتحول لمجرم إن لم ينل حقه.
عالم
اليوم
تعليقات