«أبو عزيزي» أشعل ثورة تونس، و«العزيزو» أصابنا بالفتن في الكويت..برأى سالم السبيعي
زاوية الكتابكتب يناير 9, 2012, 12:49 ص 495 مشاهدات 0
الأنباء
«بوعزيزي» في تونس.. و«عزيزو» في الكويت
الاثنين 9 يناير 2012 - الأنباء
«الوقاية خير من العلاج».. فإن لم تحذر تصيبك الأمراض، ثم قالوا: العلاج المبكر أقرب للشفاء، فإن تأزمت الحالة، قالوا «إنقاذ ما يمكن إنقاذه».. وأخيرا «نضحي بالجنين لتعيش الأم».
يدرس طلبة الطب مادة علم الأمراض pathology وقد قسمت هذه المادة حسب مسببات الأمراض (أمراض فيروسية، أمراض بكتيرية، أمراض فطريه.. إلخ) جميع المسببات شوهدت بالميكروسكوب الإلكترونية، إلا مسبب واحد، ويكون ضمن أسباب كل أمراض البشر(ماستر أو جوكر) وتجده بإجابة جميع طلبة الطب، كذلك هو منقذ لجميع الأطباء، عند الإحراج ألا وهو «سبب نفسيcyclic» هذا المسبب الشامل وغير المرئي أخطر من السرطان بكثير، ولا يمكن استئصاله، يصاب به الإنسان من كلمة يسمعها، أو منظر يراه، أو رائحة يشمها، أو شعور ينتابه.. الخ، فتثار عنده الغدد فتزيد من إفراز الهرمون(وهو كصب الزيت على النار) وتتهيج الأعصاب، ويتأثر ضغط الدم، وتحدث ثورة فسيولوجية داخل الجسم تؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها.
مما سبق يتضح أن الإنسان يتأثر وتنهار قواه من سببين مادي (مسببات الأمراض) وينتج عنه ضعف البدن وأجهزته فتنهار قواه العضلية، والسبب الثاني معنوي أو نفسي، وهو اختلال بقواه العقلية والتفكيرية مع احتفاظه بقوة بدنه وعضلاته أحيانا، وقد تنبهت الدول المتقدمة لتأثير هذا المسبب الشامل فأسمته «السلاح النفسي» خصوصا في الأزمات والحروب، وإشعال الثورات، حيث يعمل هذا السلاح على بث الروح الانهزامية، والاكتئاب، والإحباط، واليأس والملل، والشعور بالظلم والغبن.
لإصابة الهدف يتم اختيار الزمان والمكان المناسبين لبث هذه السموم، وانتقاء بعض الأحداث وفبركتها حسب المطلوب لتكون شواهد وأدلة.
إن عصرنا هذا عصر إعلام وتكنولوجيا، فبلحظة تستحضر الأحداث صوت وصورة وبالآلة تزيف وتزور وتدلس، وبلحظة تبث إلى العالم أجمع، لذلك لابد من سلاح مضاد للدفاع يكون على أهبة الاستعداد، ليبطل مفعوله قبل أن يصل لهدفه (والأسلحة كثيرة وبسيطة ورخيصة ولكن من يسأل عنها وما هي؟).
إن ما أراه على وجوه الكويتيين وما أشعر به من خلال أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، لهو اثر لهذا السلاح النفسي الخبيث، الذي نجح أعداء الكويت في قذفه بقلوب الكويتيين حيث بث سمومه وشظاياه، خلال السنوات الـ 5 الماضية، فإن كان سبب ثورات ما يسمى بالربيع العربي هو «أبو عزيزي».. فإن سبب ما أصابنا في الكويت من إيقاظ الفتن والنعرات، فهو من سلاح «العزيزو» فحسبي الله على من زرعه أو رماه بيننا.
لمن يهمه التوضيح: «العزيزو» هي عظم من عظام الخروف كان القدماء يعتقدون انه يسبب الفرقة والخلاف بين الناس حين يرمى بينهم. لذلك حين يشتد الخلاف والتلاسن بين الأهل أو الأصدقاء يقال لهم: ما لكم هل رمي عليكم «عزيزو».
تعليقات