(إعادة إعتبار المجلس ... واجب وطني ( ٣/٣ ) ) بقلم د.سعد بوسمري المطيري

زاوية الكتاب

كتب 1099 مشاهدات 0


سألني صديقي ( القارىء ) في  نهاية مطاف رحلة أستمرت في حلقاتٍ ثلاث  :

لماذا هذه المقالات الطويلة والمكابدة والعناء ، وما الضير بأن يكون المجلس قروب واتس آب للتاجر أو هيمنت عليه الحكومة  ؟!  

فقلت :   
قد رأيت يا صديقي كيف أن المُواطن قد أُقتلع من الجذور ، وأهتز كيان هويته الوطنية بِغَيْر ذنب ، ولم نَسمع كلمة أو تحرك نيابي ضد هذا الإعتداء الصارخ ، حينها تعرف لماذا هذه الرحلة الطويلة في المقال ؟!
 
وقد تابعت كيف حذفت أداة الإستجواب من النواب أنفسهم ، ليعطّلوا معول الرقابة ، وأحد أهم ركائز الدستور ، حفاظاً على الرئيس ومصالحهم ،  حينها تدرك لماذا هذا الجهد في الكتابة ؟!

وقد عشت قبل أسبوع ساعات الظلام في وطن النهار ! ، ولم نَسمع عن محاسبة ، وإنما كانت لجنة وتوصية مرت برداً وسلاما ، حينها تشعر لِماذا هذا العناء ؟!
 
وبل كل تأكيد قد أكتويت كل يوم بلهيب الأسعار من جشع التاجر أو حلت عليك لعنة الضرائب على شكل رسوم ومخالفات ،  لتخطف رغد العيش والمعاش  ، ولَم تجد رادعاً ولا مانعاً ، حينها تعرف لماذا هذا الضير والضيم ؟!


وقد سمعت عن نائب قد ظفر بالمزارع والقصور والمناقصات ، عندما صار خاتماً في أصبع الرئيس ، ليبيع الوطن والمواطن بثمن بخس ، حينها تصرخ وتكتب كما نكتب !

وبعد صمت كالضجيج ! ، قال لي :
لا أعرف بماذا أرد ، ولكنها فعلاً مأساة وطن بيعت أغراضه والخطر مآله !

قلت أسمع يا صديقي :
لسنا أعداء المجلس أو النواب أو الحكومة، نحن أعداء الفشل والسارقين العابثين  ، وليس من الحكمة السكوت عَن ممارسات تفقد الكويت أهم ما تملك من ثروة كالدستور والمواطن أولاً ، وما قد حباها الله من النعم  .

وسألني  ماهو المجلس بالنسبة لك  ؟!
قلت : إن المجلس بيت الشعب وعنوان الأمة ، وجوده التشريع وكيانه الرقابه ، ولا ينبغي لَهُ غير ذلك .

ثم قال : وكيف يقوم هذا الصرح العظيم ، ومن يتحمل عبأ مسئولية  ما وضع من أجله ؟

قلت  :  يقوم عن طريق نواب أحرار ، يقسمون على حمل مسئوليات الحرية ، والإحساس بكرامة المواطن ، وأن لن ينصاعوا  للذل والإهانة ، كما يحرصون على  يتنفسوا هواء الدستور ويتجرعوا طعم الألم والمصاعب دفاعاً عنه .

ثم  قال : وبماذا تختم هذه الرحلة الرائعة :

قلت : كلمة تكون المسار والشعار ، تعلن عن وجوب رد إعتبار المجلس ومكانته العظيمة  ، كما رسم له الدستور من الشعب والي الشعب ، ليلبي طموح أبناءه  ، ويوفر لهم الحياة الكريمة ، وذلك ياصديقي يستدعي بأن تكون الحريات الركائز الأساسية ، وأن لا نقبل بأن تضيع ونحن صامتون ، وبأن تكون الديمقراطية الأمل والعمل ، كما هو منصوص على جدران دستور ٦٢ .

الكويت يا صديقي الروح والقلب والجسد تتطلب أن نحافظ عليها ، وأن لا نتركها تنزف ونحن جالسون يطوّقنا سوار السلبية .

فالحركة ، والمشاركة ،  والكتابة ،  وأبداء الرأي ، والإنتقاد ، كله واجب وعمل وطني ، يتحتم علينا القيام به .

ولي وطنٌ آليت ألاّ أبيعه ...

الآن - رأي: د.سعد بوسمري المطيري

تعليقات

اكتب تعليقك