(إعادة إعتبار المجلس ... واجب وطني ( ٣/٣ ) ) بقلم د.سعد بوسمري المطيري
زاوية الكتابكتب فبراير 21, 2015, 12:57 م 1099 مشاهدات 0
سألني صديقي ( القارىء ) في نهاية مطاف رحلة أستمرت في حلقاتٍ ثلاث :
لماذا هذه المقالات الطويلة والمكابدة والعناء ، وما الضير بأن يكون المجلس قروب واتس آب للتاجر أو هيمنت عليه الحكومة ؟!
فقلت :
قد رأيت يا صديقي كيف أن المُواطن قد أُقتلع من الجذور ، وأهتز كيان هويته الوطنية بِغَيْر ذنب ، ولم نَسمع كلمة أو تحرك نيابي ضد هذا الإعتداء الصارخ ، حينها تعرف لماذا هذه الرحلة الطويلة في المقال ؟!
وقد تابعت كيف حذفت أداة الإستجواب من النواب أنفسهم ، ليعطّلوا معول الرقابة ، وأحد أهم ركائز الدستور ، حفاظاً على الرئيس ومصالحهم ، حينها تدرك لماذا هذا الجهد في الكتابة ؟!
وقد عشت قبل أسبوع ساعات الظلام في وطن النهار ! ، ولم نَسمع عن محاسبة ، وإنما كانت لجنة وتوصية مرت برداً وسلاما ، حينها تشعر لِماذا هذا العناء ؟!
وبل كل تأكيد قد أكتويت كل يوم بلهيب الأسعار من جشع التاجر أو حلت عليك لعنة الضرائب على شكل رسوم ومخالفات ، لتخطف رغد العيش والمعاش ، ولَم تجد رادعاً ولا مانعاً ، حينها تعرف لماذا هذا الضير والضيم ؟!
وقد سمعت عن نائب قد ظفر بالمزارع والقصور والمناقصات ، عندما صار خاتماً في أصبع الرئيس ، ليبيع الوطن والمواطن بثمن بخس ، حينها تصرخ وتكتب كما نكتب !
وبعد صمت كالضجيج ! ، قال لي :
لا أعرف بماذا أرد ، ولكنها فعلاً مأساة وطن بيعت أغراضه والخطر مآله !
قلت أسمع يا صديقي :
لسنا أعداء المجلس أو النواب أو الحكومة، نحن أعداء الفشل والسارقين العابثين ، وليس من الحكمة السكوت عَن ممارسات تفقد الكويت أهم ما تملك من ثروة كالدستور والمواطن أولاً ، وما قد حباها الله من النعم .
وسألني ماهو المجلس بالنسبة لك ؟!
قلت : إن المجلس بيت الشعب وعنوان الأمة ، وجوده التشريع وكيانه الرقابه ، ولا ينبغي لَهُ غير ذلك .
ثم قال : وكيف يقوم هذا الصرح العظيم ، ومن يتحمل عبأ مسئولية ما وضع من أجله ؟
قلت : يقوم عن طريق نواب أحرار ، يقسمون على حمل مسئوليات الحرية ، والإحساس بكرامة المواطن ، وأن لن ينصاعوا للذل والإهانة ، كما يحرصون على يتنفسوا هواء الدستور ويتجرعوا طعم الألم والمصاعب دفاعاً عنه .
ثم قال : وبماذا تختم هذه الرحلة الرائعة :
قلت : كلمة تكون المسار والشعار ، تعلن عن وجوب رد إعتبار المجلس ومكانته العظيمة ، كما رسم له الدستور من الشعب والي الشعب ، ليلبي طموح أبناءه ، ويوفر لهم الحياة الكريمة ، وذلك ياصديقي يستدعي بأن تكون الحريات الركائز الأساسية ، وأن لا نقبل بأن تضيع ونحن صامتون ، وبأن تكون الديمقراطية الأمل والعمل ، كما هو منصوص على جدران دستور ٦٢ .
الكويت يا صديقي الروح والقلب والجسد تتطلب أن نحافظ عليها ، وأن لا نتركها تنزف ونحن جالسون يطوّقنا سوار السلبية .
فالحركة ، والمشاركة ، والكتابة ، وأبداء الرأي ، والإنتقاد ، كله واجب وعمل وطني ، يتحتم علينا القيام به .
ولي وطنٌ آليت ألاّ أبيعه ...
تعليقات