((الآن)) تنشر ما منع من النشر للزيد عن جرائم النظام السوري

زاوية الكتاب

الانظمة العربية ساندت شعوب الأفغان والبوسنة والشيشان وتركت الشعب السوري وحيدا يفتك به المجرمون !

كتب 11603 مشاهدات 0

طفل سوري يصارع الموت بين أحضان أمه

ناشر تحرير جريدة الزميل زايد الزيد مُنع مقاله من النشر حيث يكتب، نص المقال أدناه، والتعليق لكم:

تخاذل ؟ أم مشاركة في الجريمة ؟!

زايد الزيد

لو صادف أنك شهدت جريمة وقعت أمامك ، وتمثلت هذه الجريمة بأن يقوم المجرم - وهو شخص قوي مفتول العضلات – ويملك أسلحة مختلفة تتنوع بين الاسلحة الخفيفة والثقيلة ، ويقوم تقتيلا وتنكيلا بمجموعة من الصغار ، وأنت تتفرج ولاتحرك ساكنا ، هنا فإن كل من يعلم عن فعلك هذا ، سيصفك حتما بالتخاذل والجبن ، ولكن إذا قمت بمساعدة هذا المجرم ، من خلال تزويده بالأسلحة التي تتساقط من بين يديه ، فأنت تكون بمثابة شريك له بالجرم !

سكوت الأنظمة العربية عن جرائم النظام السوري تجاه شعبه الأعزل ، هو سكوت المتخاذلين ، ولم يكتفوا بهذا الفعل الشائن ، بل تجاوزوه بمساعدة المجرم ، ففي البداية قدموا له ثلاثين مليون دينار من خلال الصندوق العربي للتنمية !

ونحن في الكويت ، الأمر يهمنا أكثر من غيرنا ، واللوم يقع علينا أيضا أكثر من غيرنا ، فنحن دولة المقر لهذه المنظمة المانحة ( الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ) ، والرئيس التنفيذي للصندوق شخصية كويتية ، هي عبداللطيف الحمد ، ومعروف أن دول المقر عادة ( وخاصة في منطقتنا ) تكون لها اليد الطولى ، في قرارات المنظمة التي تحتضنها ، فلماذا لم نؤجل صرف القرض ، لنظام يترنح تحت وطأة ضرب ،  الاحتجاجات الشعبية التي تحولت إلى ثورة كاسحة !

واليوم يجتاح النظام المجرم ، المدن والقرى السورية بكل وحشية ، ويقتل أهلها ، وينكل بشبابها ، وحتى الأطفال لم يسلموا من إجرامه ، وكأنه كان يخزن كل هذه الأسلحة طوال عقود من الزمن ، لقتل شعبه ، فلا اسرائيل هي القضية ، ولاهم يحزنون !
 
حقيقة حال الأنظمة العربية لا يسر ، فأمريكا والدول الغربية ، اعترفت بالمجلس الانتقالي الليبي ، كسلطة حاكمة شرعية ، على كافة الأراضي الليبية ، بينما الأنظمة العربية - عدا عدد قليل منها ولأسباب سياسية خاصة وليست مبدأية – تتفرج على المذابح اليومية ، التي يرتكبها نظام العقيد ! وكذلك الحال ، مع مايحدث اليوم في سوريا ، فإدانة جرائم النظام السوري ضد شعبه ، بلغت أشدها بعد مجازر يوم أمس ( الأحد ) ، فالرئيس الأمريكي يصف المجازر بالمروعة ، ويتعهد بعزل النظام السوري ، والاتحاد الأوروبي يطالب النظام المجرم بنقل السلطة ، بينما الأنظمة العربية تغط في سبات عميق  !

لقد كانت الأنظمة العربية تتعاطف مع المآسي التي ارتكبتها أنظمة بعيدة عنا بحق شعوبها ، فتعاطفت مع مأساة الشعوب الأفغانية والبوسنية والشيشانية ، ومن خلال هذا التعاطف ، حشدت الاعلام ، وجيشت الناس ، وجمعت التبرعات ! فلماذا تعاطفت مع تلك الشعوب البعيدة ، والمختلفة عنا قوميا ، والبعيدة منا جغرافيا ، وتتجاهل مآسي شعوبنا العربية ؟ّّ!

لقد كان تعاطفا مصطنعا بامتياز ، يتبع الأهواء والمصالح السياسية ، وليس له أدنى علاقة بمآسي الأنسان وهمومه ، للأسف أننا نكتشف هذا الأمر اليوم ، بعد أن تعرضت شعوبنا العربية للقتل والتنكيل والتعذيب والاعتقال ، والأنظمة لاتكتفي بتجاهل الجريمة ، بل أنها تشارك المجرم جريمته ! فيا له من عار عظيم.

الآن

تعليقات

اكتب تعليقك